كتبت - نوريهان سيف الدين:
هو ''الصعلوك'' الذي عاش ''عشرين دقيقة من الحب''، لا أحد يتذكر صوته، لكن العالم كله يتذكر هيئته، البدلة البالية المتسعة والرثة، والقبعة السوداء التي يرفعها احتراماً لمن يراه، أو ربما لـ''قطة'' أو حائط أو كرسي يشاركه المشهد التمثيلي في الفيلم، سنوات من إضحاك الجماهير عبر الشاشة الفضية حتى أصبح ''عبقرية سينمائية عالمية'' امتدت منذ الحرب العالمية الأولى.
''السير تشارلز سبنسر تشابلن'' أو ما يعرف عالميا بالممثل ''شارلي شابلن''، مولود في مثل هذا اليوم 16 أبريل 1889 بالمملكة المتحدة، جاءت انطلاقته الفنية مع انطلاقة السينما الصامتة، واعتمد على الحركات الهزلية والإيماءات التي تفجر الضحكات من المشاهدين بصالات السينما الأوروبية وقتها، أشهر أفلامه هي ''الصعلوك ، عشرين دقيقة من الحب، أطفال فينيس'' وغيرها ، كما أنه كاتب ومخرج أغلب أعماله الفنية، وانطلق في الإنتاج أيضا منذ عام 1916، ثم في التأليف الموسيقي.
الكاتب الأمريكي ''بيرنارد شو'' وصفه قائلا: ''إنه العبقري الوحيد الذي خرج من صناعة السينما''؛ واصفا مدى قدرته على استغلال السينما و تطويع موهبته، و وصفا لقدرة السينما على نشر تلك الموهبة حول العالم.
''شابلن'' المولود في لندن لأب وأم يعملان في المجال الفني، عانى انفصال أمه عن أبيه وهو لا يزال في الثالثة من عمره، وعاش مع أمه، وكانت سنين عمره الأولى مأساوية تعرض فيها للإهمال وفقد الأب والأم أيضا.
ابحر ''شارلي'' إلى الولايات المتحدة عام 1910، وشارك مع فرقة تمثيلية في تقديم بعض العروض، وفي أول عروضه السينمائية الصغيرة ''لقمة عيش'' لم يلقى حظا و نجاحا وافرا وكانت أولى الاحباطات.
شخصية ''الصعلوك'' الذي لازمته وأصبحت ''أيقونة شابلن'' الخالدة، جاءت منذ تقديمه الفيلم الكوميدي ''أطفال يتسابقون في فينيس 1914''، وقدمها في عدة أفلام أخرى رغم تقديمه لغيرها من الشخصيات، وعند ظهور السينما المتكلمة، رفض ''شارلي'' أن ينطق هذا الصعلوك، وظل صامتاً متحركاً بشكل هزلي يضحك من حوله.
المسرح في حياة ''شارلي شابلن'' بدأ معه منذ كان عمره 15 عاما، وكان يغني ضمن الجوقة الموسيقية بدلاً من أمه المريضة في حنجرتها والملازمة للفراش، وقدم بعدها عدة عروض صغيرة على خشبة المسرح في لندن وأيضاً عند مجيئه للولايات المتحدة، ومن خلال ''ستوديو كيستون'' للإنتاج الفني والسينمائي استمر ''شابلن'' في تقديم شخصية ''الصعلوك'' بعد تطويرها لتناسب جمهور المسرح.
من أشهر أقواله ''أنا لا أزال على حالة واحدة فقط، وهي أن أكون ''كوميديا''؛ فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي''.. وعاش هكذا أكثر من نصف قرن متوجا على عرش الكوميديا العالمية، كما منحته بلده و مسقط رأسه لقب ''سير'' تقديرا لمشواره الفني .. و يرحل ''الصعلوك'' في ليلة عيد الميلاد (25 ديسمبر 1977) عن عمر ناهز 88 عاماً.