كتبت - نوريهان سيف الدين:
إنها ليست "أنجلينا جولي" سفيرة النوايا الحسنة، نجمة السينما الشقراء الجميلة، ليست إحدى المتضامنين التابعين للأمم المتحدة ولجنات الإغاثة ليلمع وجهها أمام الكاميرات وهي تحتضن طفل من مخيم الزعتري.. إنها "أم أحمد" المرأة السورية .
بدأت "أم أحمد" تروي قصتها على أحد المدونين المهتمين بالشأن السوري فقالت: "أجبرت على النزوح إلى إحدى المدارس في بداية شهر رمضان المبارك، وسكنت فيها بإحدى "الفصول الفارغة"، وبدأت أتعاون مع الأهالي في تنظيم دور الحمام ودور الغسيل، ثم أصبحت أطبخ لهم، كانوا ثلاثمائة شخص، ثم أصبحوا ألف وثلاثمائة في أكثر من مدرسة، ثم أصبحت أساعد كوادر المتطوعين صباحاً في الجوامع ومساءً في المدارس".
"أم أحمد" ليست الوحيدة التي تقوم بهذه المهمة تحت ظلال الأزمة السورية؛ بل يتشابه معها مئات من السيدات السوريات، قضت أقدارهن أن تفتك بأمنهم و استقرارهم ثورة ونزاعاً داخلياً بين النظام والثوار امتد لأكثر من سنتين، سألها أحدهم "ماذا تشعرين وأنت تقومين بهذه المهمة الصعبة؟.. فأجابت: يا سيدي.. أنا كنت أم لأربع ولاد، وهلا أنا أم لمئات الأولاد".