واشنطن - أ.ش.أ:
قال رئيس قسم الأبحاث في البحرية الأميركية الأدميرال ماثيو كلاندر إن تقنية الليزر التي يعتزم سلاح البحرية الأمريكية نشرها على متن سفينة حربية.
في مياه الخليج في مطلع عام 2014 هي الأولى من نوعها على مستوى العالم وتعتمد حصريًا على الطاقة التي توازي سرعتها سرعة الضوء، مما يجعلها شديدة القوة التدميرة وذلك عوضًا عن البارود والمواد المتفجرة.
وأضاف أنها تمثل قفزة هائلة باتجاه إحداث ثورة في الحروب الحديثة باستخدام الطاقة مباشرة، تمامًا كما قضى البارود على حقبة السيوف والأسلحة البيضاء.
وأوضح خبراء في البحرية الأمريكية أن تكلفة شعاع الليزر تبلغ دولارً اواحدًا مقابل التكلفة الكبيرة للصواريخ التقليدية، مشيرين إلى أن سلاح الليزر أثبت قدرته على تدمير الطائرات بدون طيار والزوارق السريعة الصغيرة، وأعربوا عن تطلعهم لأن يمثل ذلك سلاح ردع ضد استفزازات إيران العسكرية المتكررة، في إطار نهج جديد بدأت القوات الأمريكية في اعتماده لإنتاج أسلحة فعالة ذات تكلفة ضئيلة في ظل الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة.
ويقطع شعاع الليزر، مثلما قال خبراء أمريكيون، الطائرات بدون طيار المعروفة بـ ''درون'' مثلما يقطع السكين الحاد الزبدة قبل أن يحولها إلى كتلة من اللهب.. إلا أن شعاع الليزر الحالي يحتاج إلى تطوير لأن المنظومة الحالية لازالت غير قادرة على صد الصواريخ والطائرات الحربية المقاتلة، كما أن الطقس العاصف يضعف دقة التصويب الإشعاعي وفعاليته.
ونوَّه الخبراء بأن تكلفة تطوير منظومة الليزر الأمريكية الجديدة لم تتجاوز 40 مليون دولار، مما يشير إلى أنها ستعمل على خفض النفقات الباهظة للتصنيع العسكري.. وتبلغ تكلفة عملية إطلاق صاروخ واحد (جو-جو) قصير المدى حوالي نصف مليون دولار بينما يكلف إطلاق شعاع واحد من الليزر المركز حوالي دولار واحد.
يأتي الإعلان عن منظومة الليزر الجديدة في إطار العقيدة الأمريكية الجديدة للانتقالمن مرحلة الأسلحة الثقيلة التقليدية إلى تطوير الأسلحة الذكية العالية الدقة، وهو توجه ظهر بقوة عام 2008 عندما بدأت الولايات المتحدة تدريجيًا في تحويل حربها ضد تنظيم القاعدة حول العالم، من تدخل عسكري مباشر إلى غارات بطائرات بدون طيار.. التي خلصت الولايات المتحدة من الآلاف من تنظيم القاعدة وفقًا لتقديرات مراكز الأبحاث الأمريكية.
وأثبت هذا التوجه كفاءة كبيرة في خفض تكلفة الإنفاق على التواجد الميداني في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال وغيرها من الدول، ولكنه أثار جدلًا كبيرًا في الدول المستهدفة بسبب سقوط ضحايا مدنيين، كما أثار اللجوء لهذه الطائرات الجدل في واشنطن أيضًا، لأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت مسؤولة عن إدارة هذه الطائرات التي كانت تقتل أشخاصًا وتدافع عن البلاد، وهي في الأصل مهمة وزارة الدفاع الأمريكية..
كما أثار استخدام هذه الطائرات ضد مواطنين أمريكيين حفيظة بعض أعضاء الكونجرس والمنظمات الحقوقية الأمريكية.