القاهرة - أ ش أ:
فند الجيولوجى المصرى الدكتور محمد البسطويسى الاستاذ المشارك بجامعة أم القري بالمملكة العربية السعودية، بالأدلة العلمية المعتمدة على الدراسات الهيدرولوجية بتحليل صور الاقمار الصناعية حدوث طوفان نوح عليه السلام بشبه الجزيرة العربية مما يؤرخ أهم حدث في تاريخ البشرية والذي تلاه إعادة انتشار الانسان وتكوين الحضارات بمنطقة الوطن العربي ويساهم فى فهم مصادر كميات المياه الجوفية التي تشبعت بها الطبقات الصخرية في الجزيرة العربية.
وقال البسطويسى فى تصريح خاص لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم إنه سيلقي بحثه عن الاستدلال علي مكان طوفان نوح عليه السلام من القرآن الكريم و الدراسات الهيدرولوجية بتحليل صور الاقمار الصناعية فى جامعة اكسفورد البريطانية وذلك بناء علي دعوة تلقاها للمشاركة في اعمال وجلسات المائدة المستديرة العاشرة بالجامعة فى شهر يوليو القادم .
وأكد أن البحث لم يتطرق لتحديد مكان رسو السفينة ولكن تمكن من رسم خريطة دقيقة توضح المناطق التي غمرتها مياه الطوفان ومساراتها وكذلك مكان البركان الدال علي بدء الطوفان " التنور" ..مشيرا الى ان التحليلات المختلفة التي اجريت علي هذه الرسوبيات في اماكن مختلفة من الجزيرة العربية تدل علي ان الطوفان حدث خلال الفترة من 11 الف سنة حتى 8650 سنة مضت.
وأشار إلى أن نقطة البداية للاستدلال علي مكان الطوفان تناولت البحث عن " التنور" أو البركان الذي ورد ذكره في القرآن الكريم علي صور الاقمار الصناعية ، مشيرا الى أن فوران ذلك البركان كان الاشارة الالهية علي بدء الطوفان العظيم ، وبالتالي فان الماء المنهمر من السماء أثر علي شكل الطفوح البركانية وعمل علي تآكلها بشكل كبير ولم يتبق منها سوي حواف بركانية بارزة يفصل بينها اخاديد غائرة الي السطح الاصلى للصخور قبل الطفح البركاني.
وأضاف أنه نتيجة لهذا الطوفان تكونت بحيرة هائلة زادت مساحتها عن مليون كيلومتر مربع، وكانت محصورة بين سلاسل جبال الحجاز في الغرب وحاجز جبال طويق الممتدة طوليا بوسط المملكة العربية السعودية قبل أن يتم تقطيع أوصال حاجز جبال طويق من فيضان البحيرة الهائلة عند عدة أماكن متباعدة.
وأوضح الدكتور محمد البسطويسي ان هذه المنطقة تنحدر من الجنوب عند ارتفاع الف متر تقريبا فوق مستوي سطح البحر إلى الشمال حتى منخفض الازرق في الشام عند ارتفاع 570 مترا..لافتا الى أن رسوبيات هذه البحيرة والاذرع المائية المنسابة منها انتشرت في وسط وشرق المملكة العربية السعودية وحوض الهلال الخصيب في شرق سوريا و دولة العراق.
وأكد انه من الثابت تاريخيا ان "ملحمة كلكامش " التي كتبها السومريون منذ عدة الاف سنة قبل الميلاد تعد اقدم النصوص الاثرية التي تروي قصة الطوفان ، وذلك بعد حدوثها ايضا ببضعة الاف من السنين مما يدل علي ان حضارات بلاد الرافدين القديمة بدأت بعدما غطي الطوفان معظم الجزيرة العربية واستقرت السفينة علي جبل "الجودى "كما ذكر القرآن الكريم.