كتبت - نوريهان سيف الدين:
إذا كان الطيران الإسرائيلي هو المتهم الأول، وطائرات ''الفانتوم'' الأمريكية الصنع هي وسيلتهم في هذه الجريمة الإنسانية، فإن ''سيد العطري'' هو المتهم الثاني، والضعف وعدم الوطنية هي جريمته، بعد أن استماله العدو الإسرائيلي، وساعده في قتل 30 طفل وطفلة من تلاميذ مدرسة ''بحر البقر'' الابتدائية، و جرح أكثر من 50 آخرين.
''سيد العطري''.. فلاح من قرية ''بحر البقر'' الواقعة جنوب محافظة بورسعيد، وكانت بورسعيد وقتها ساحة قتال أثناء ''حرب الاستنزاف'' وتعج بأبطال المقاومة الشعبية، تم تجنيده من قبل رجال الموساد الإسرائيلي الذين كثر تواجدهم في محافظات القناة القريبة منهم وقتها، واستطاعوا استخدامه في زرع جهاز رادار بالمدرسة، وبواسطة هذا الجهاز استطاعت طائرات الفانتوم قصف المدرسة ونسفها وبداخلها أكثر من 80 طالب وطالبة وعدد من المدرسين والعاملين.
''العطري'' كان يعيش في هذه الفترة وقت ''حرب الاستنزاف'' وسط أهالي ''بحر البقر''، ويحاول جمع المعلومات منهم، خاصة من هؤلاء المترددين على القاهرة والمحافظات الأخرى، ويقوم بإرسالها إلى الموساد بواسطة من قاموا بتجنيده، وكانت مراسلاته عن أحوال الناس وثقتهم فى خوض مصر حرباً لتحرير سيناء.
تم إلقاء القبض عليه بعد جريمة قصف المدرسة، وعرفت الأهالي أنه ضمن شبكة جاسوسية تعمل لأكثر من خمس سنوات قبل الحادثة - أي منذ ستينات القرن الماضي- وتزعم الشبكة الجاسوس الإسرائيلي ''ماريو''، والذي اشتهر بين الناس باسم ''محمد ابراهيم كامل''، وحوكم ''سيد العطري'' بالسجن المؤبد، وقضى بالسجن أكثر من أربعين سنة، قبل أن يتم الإفراج عنه في مارس 2011.