كتبت - نوريهان سيف الدين:
هي ليست المدرسة موقع الحادث الأصلي، لكنها بنيت تخليداً للأطفال الشهداء والمصابين ضحايا الجريمة الاولى، وضمت فصلاً كاملاً تحول إلى ''متحف'' يضم ''قنبلة لم تتفجر بعد، حقائب أطفال ملطخة بالدماء، كراسات الواجب الممزقة والمصبوغة بلون الدم، دمية صغيرة كانت بصحبة إحدى الفتيات الصغار''، وأيضاً معرض صور للأطفال الضحايا ومبنى المدرسة القديم وآثار العدوان عليه.
''متحف مدرسة شهداء بحر البقر'' والواقع بداخل المدرسة التي سميت على اسم المدرسة القديمة ''بحر البقر''، وأضافوا إليها ''شهداء'' تخليداً لذكرى 30 طفلاً وطفلة مصرية من أبناء قرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، والذين لقوا حتفهم استشهادا بعد قصف الطيران الإسرائيلي لمدرستهم صباح الثامن من أبريل 1970 وقت ''حرب الاستنزاف''.
المتحف والمدرسة برمتها تعاني إهمالاً شديداً كغيرها من المدارس والمتاحف المحلية الصغيرة الواقعة بالمناطق النائية؛ فالمدرسة هي الوحيدة بالقرية حتى الآن وتعاني نقصاً بعدد المدرسين، والطلاب يشكون قلة الخدمات، حتى أنهم يقومون بتنظيف المدرسة بأنفسهم نظراً لغياب عمال النظافة.
''متحف شهداء بحر البقر'' هو الآخر يعاني إهمالاً شديداً، فبدلاً من تحويل المكان لمزار كبير مثل مزار ''شهداء معركة العلمين'' بمحافظة مرسى مطروح، اقتصر المتحف على بعض المقتنيات المحفوظة في صناديق زجاجية يكسوها التراب، وإهمال شديد من المسئولين في الالتفات إليه، وتركيز الضوء الإعلامي على أهميته.
قرية صغيرة هادئة، تقترب من محافظة بورسعيد أكثر منها قرباً من محافظة الشرقية، طريق ترابي غير ممهد تمتد زراعات قليلة على جانبيه، قال ''محمد عبد الغفار'' مزارع من أهل القرية: ''الشرقية كلها مفيهاش إلا متحفين صغيرين، واحد هنا في مدرسة الشهدا، والتاني بعيد شوية في بيت عرابي باشا، والاتنين مقفولين ومحدش مهتم بيهم ولا بيجيب سيرتهم، وكل سنة بنلاقي بتوع التليفزيون يجو يصوروا شوية عن المدرسة والحادثة إنما محدش بيكلمنا عن مشاكلنا هنا ولا إزاي عايشين، ولا حتى إزاي المتحف دا يتجدد ويتفتح والناس تزوره !''.