كتبت - نوريهان سيف الدين:
متحفظون في الحديث، قلق عندما يعرفون أن صحفي أو إعلامي يريد التحدث معهم، تعليق شبه موحد تسمعه منذ دخولك من البوابة وحتى جلوسك داخل أروقة المستشفى والإدارة "خدنا إيه من الصحافة غير التهزيء والملامة !"، فضول يدفعك لأن تعرف سبب هذا الهجوم والتحفظ في إبداء الأسباب، وشيئاً فشيئاً تنكشف الصورة.
"الإعلام مفروض إنه مراية للمجتمع وزي ما بينقل الوحش لازم ينقل الحلو، إنما لما كل الإعلام يركز على السلبيات وتوصل الدرجة إنه "يألف كلام عشان يبيع ويهيج الناس" يبأه كفاية وميلزمناش في حاجة الإعلام، ومش هو اللي هيخلينا نشوف شغلنا ونمرّض العيانين ويصرفلنا مرتباتنا".. هكذا قالت "فاطمة" إحدى الممرضات بمستعمرة الجزام بأبو زعبل.
"سر الهروب من الإعلام و الصحافة"
زميلتها استأذنت القائم على الأرشيف وأحضرت "دوسيه" به بعض قصاصات الصحف عن أخبار المستعمرة، أخذت تعرضها وتصنفها إلى مجموعتين، إحداهما يتناول أخبار عن المستعمرة والإنجازات الطبية والدوائية، ونسب الشفاء بداخلها، وأيضاً تحقيقات مع بعض المرضى أجراها صحفيين لوكالات أجنبية، والآخر لبعض الصحف المحلية وصحف الأقاليم، وقالت : "عناوين صفرا وكدب وتلفيق علينا".
الاخصائي النفسي والاجتماعي بالمستشفى "ابراهيم محمد" قال: التبرعات بالأدوية و النقود جزء من مورد المستشفى، لأن أحيانا حصة وزارة الصحة من الأدوية لا تكفي خاصة المترددين على العيادات، لكن لما حد يتبرع و يجي يلاقي الكلام دا و "الفبركة" عن المستعمرة تفتكر تأثير الكلام هيكون عليه إزاي؟ يبأه "هيقطع رزق العيانين الغلابة" في دوا يتوافرلهم، و يضر بسمعتنا إحنا كأننا بننهب موارد المستعمرة.
الإعلامي محمود سعد.. وقصة "مدرسة العزبة"
الصحافة لم تكن وحدها العقبة أمام المستشفى، بل تحدثوا عن مبادرة أطلقها الصحفي و الإعلامي "محمود سعد" منذ عامين، و جاء بالفعل للمستعمرة وجمع تبرعات من رجال الأعمال لتزويج 10 شباب من أبناء المنطقة، و لبناء مدرسة لأهالي "العزبة" و أبناء العاملين في المستشفى، لكن بعد أربعة شهور توقف المشروع فجأة قبل إتمام بناء المدرسة، وحاليا المدرسة "شبه مهجورة" و محدش عارف يكملها منين و إزاي.