الإسكندرية – (أ ش أ):
اختتم مؤتمر الناشرين العرب الثاني أعماله بمكتبة الإسكندرية، تحت عنوان ''تمكين المعرفة وتحديات النشر العربي''، بإصدار عدد من التوصيات جاءت حصادا لنقاش استمر ليومين، ومن أبرزها التوصية بمقاضاة القائمين على محرك البحث الشهير ''جوجل'' لاستباحته حقوق المؤلفين.
وتضمنت التوصيات دعوة إلى التواصل مع اتحادات الناشرين وإدارات معارض الكتب العربية والدولية لتطبيق مبدأ حماية الملكية الفكرية بحزم، ومنع الناشرين غير الملتزمين بهذه الحقوق من المشاركة في المعارض.
مرصد عربي للنشر
وأوصى المؤتمر بضرورة استحداث مرصد عربي للنشر يتلقى دوريا معلومات وإحصاءات حول حالة النشر على مستوى كل بلد عربي وعدد المنشورات، ودور النشر، ووضع الرقابة، مع وضع منظومة إحصائية لتحديد مستويات النشر عربيا ومكانة ذلك على المستوى الدولي.
وأوصى المؤتمر بإنشاء جائزة لتشجيع المطالعة على مستوى كل دولة عربية، تشرف عليها هيئة ثقافية، بالتنسيق مع اتحاد الناشرين الإقليمي.
وشددت توصيات المؤتمر الذي عقد برعاية الرئيس محمد مرسي وتزامن مع انطلاق معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، على أهمية وجود مشروع وطني لتجديد الصلة بالكتاب وتعزيز قيمة القراءة.
وطالب المشاركون في المؤتمر بالعمل على إقامة لقاء تنسيقي مع مختلف وسائل الإعلام العربية (في كل بلد على حدة) لبحث سبل ترقية حضور الكتاب فى الصحف والإذاعة والتلفزيون والمنتديات، مع زيادة حملات التوعية المتعلقة بالمعرفة والقراءة وكيفية انتقاء الكتب، مع الاستفادة من تجارب بعض الدول فى كيفية الترويج والدعاية للكتاب للوصول إلى الجمهور.
ودعت توصيات مؤتمر اتحاد الناشرين العرب إلى الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة (الوسائط الإلكترونية) فيس بوك، يوتيوب، والمنتديات الإلكترونية في تنمية عادة القراءة والتواصل مع الجمهور.
وأكدت التوصيات السعي لدى المؤسسات المانحة لتخصيص منح لدعم الكتاب والمكتبات العامة وبرامج تنمية القراءة، مع الاهتمام بشكل خاص بمكتبات الأطفال وأهمية تناسبها مع كل مرحلة عمرية.
وشددت على ضرورة تبنى المكتبات العامة لبرامج تستهدف تجديد الصلة بالكتاب، على أن يتم تنظيم وإدارة هذه البرامج بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب.
العربية.. لغة الكتابة
وطالبت بإدراج موضوع اللغة العربية في محاور المؤتمر القادم باعتبارها لغة الكتابة والنشر عربيا، والعمل على تحسين انتشار الكتابة العربية عالميا، وضرورة الالتزام بوضع البيانات الوصفية (ميتاداتا) شاملة المعلومات الببليوغرافية، وباللغة الإنجليزية.
وأكد التوصيات أهمية التزام المكتبات العامة بمعايير مسجلة ومعلنة في بناء واختيار مجموعاتها من الكتب، والعمل بشكل سريع ومركز على حل مشكلة القرصنة في العالم العربي لما فيه من فائدة للناشر والمؤلف والمكتبة والموزع والقارئ.
ودعت توصيات المؤتمر الثاني لاتحاد الناشرين العرب إلى تحديد مواصفات لاختيار شركات التكنولوجيا التي تقدم خدمات نشر وتوزيع الكتب الإلكترونية من خلال لجنة متخصصة لاعتماد الشركات ذات المستوى ومنع الدخلاء على الصناعة.
كما دعت إلى المشاركة في المبادرات القومية لتطوير المحتوى الإلكتروني وفهرسته ونشره وإتاحته، مثل الفهرس العربي الموحد، والمكتبة الإلكترونية بمكتبة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، والخطة الاستراتيجية للمحتوى الإلكتروني في مصر.
وأكد المؤتمر دعم اتحاد الناشرين العرب لحرية النشر والإبداع، وحقوق الملكية الفكرية، وأوصى بدعم برامج التوعية بأهمية حقوق الملكية الفكرية لدى المجتمع العربي، والتواصل مع الجهات الداعمة والحكومات لدعم هذه البرامج وتضمينها في المناهج التعليمية.
رفع الجمارك عن الكتب
ودعت إلى مخاطبة الحكومات لتشجيع الاستثمار في مجال المعرفة، عن طريق تخصيص مناطق تجارية محددة في المدن العمرانية الجديدة بسعر منخفض، وكذلك العمل على تخفيض التكاليف المرتبطة بإنشاء المكتبات ودور التوزيع، وتوفير أماكن خاصة في الميادين والتجمعات والمرافق العامة كمنافذ توزيع صغيرة للكتاب.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بالطلب من الحكومات والجهات ذات الصلة بعمل أسعار خاصة لشحن وتصدير الكتب عبر الدول العربية، والنظر في رفع الجمارك عن الكتب والمطبوعات والمدخلات ذات الصلة بصناعة النشر دعما للثقافة.
وأكد المؤتمر أهمية أن تكون الترجمة من اللغة الأصلية وليس عبر لغة وسيطة، والتركيز على ترجمة العلوم التطبيقية بوصفها قضية أساسية في عصر العلم.
واختتمت التوصيات بتأكيد ضرورة إنشاء ورش عمل مهنية على هامش المعارض العربية والدولية، وزيادة التواصل مع إدارات المعارض العربية قبل البدء في تنظيم المعرض، والتنسيق المستمر من أجل التغلب على كل المعوقات التي تواجه الناشرين في المعارض.
وحضر افتتاح المؤتمر عدد من الضيوف العرب، بينهم الدكتور رشيد الحمد سفير الكويت بالقاهرة، الدكتور بن سالم حميش وزير الثقافة المغربي السابق، والدكتور عز الدين ميهوبي وزير الإعلام الجزائري السابق، بالإضافة إلى قنصل عام المملكة العربية السعودية بالإسكندرية.
تناول المؤتمر عدة محاور مهنية حول صناعة النشر والقضايا ذات الصلة، من خلال 7 جلسات (ندوات) نقاشية، و 3 ورش عمل تخصصية.
وشهد الحفل الختامي لمؤتمر الناشرين العرب الثاني، تكريم فريق المنظمين من اتحادي الناشرين المصريين والعرب، كما تم تكريم الدكتور خالد عزب مدير الإعلام والمشروعات بمكتبة الإسكندرية على جهوده في استضافة المؤتمر.