كتبت - نوريهان سيف الدين:
''من الحرب للسلام''.. هو مجرد ''ستاتيوس'' مطول نشرته صفحة ''إسرائيل في مصر - الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية''، تحدثت فيه عن الذكرى 34 لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، تلك الناتجة عن مباحثات ولقاءات مصرية إسرائيلية برعاية أمريكية، أثمرت قبل المعاهدة عن توقيع ''اتفاقية كامب ديفيد للسلام'' بين مصر وإسرائيل في 17 سبتمبر 1998.
معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بموجبها توقفت الحرب الدائرة بين البلدين منذ 1948، وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، واعترفت كلتا البلدين بالأخرى، وأيضاً شملت مستوى التمثيل الدبلوماسي.
في 26 مارس 1979، وقع الرئيس الراحل ''السادات'' ورئيس الوزراء الراحل ''مناحيم بيجين'' شروط المعاهدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتحت رعاية وإشراف الرئيس الأمريكي ''كارتر''.
وكتبت الصفحة: ''تم كسر الحلقة المفرغة من رفض الدول العربية لنداءات السلام الإسرائيلية؛ حين قام رئيس مصر الراحل أنور السادات بزيارة القدس (نوفمبر1977)، واعقبت هذه الزيارة مفاوضات بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، وشملت اتفاقيات كامب ديفيد (سبتمبر 1978) إطاراً لإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط، وتضمنت مشروعاً مفصلاً لحكم ذاتي للفلسطينيين، وفي تدوينة منفصلة، نشرت الصفحة ''ديباجة و بنود المعاهدة'' لأول مرة على صفحات ''فيس بوك'' بعد سنوات من الحجب لعدد من البنود.
توقيع مصر للمعاهدة لم يمر مرور الكرام لدى دول الجامعة العربية؛ فبعد يوم واحد، عقدت الجامعة العربية قمة طارئة ببغداد لبحث تداعيات توقيع مصر لهذه المعاهدة، وكسر الموقف العربي الرافض للاعتراف بالكيان الإسرائيلي وشرعية وجوده في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصدر القرار بتجميد عضوية مصر في الجامعة، ونقل المقر الدائم من القاهرة للعاصمة التونسية، وتولى ''الشاذلي القليبي'' أمانة الجامعة العربية في الفترة من 1977 وحتى 1990، بعدها عاد المقر للقاهرة بأمانة الدكتور ''عصمت عبد المجيد''، بعد تحول عدد من الدول العربية في سياساتها تجاه إسرائيل، وشروع بعضها للاعتراف بها وتوقيع معاهدات سلام معها.
''لا لمزيد من الحرب.. لا لمزيد من سفك الدماء''.. كان التعليق المكتوب على صورة بنفس صفحة ''فيس بوك''، جمعت بين ''السادات وبيجين وكارتر'' بعد توقيع المعاهدة، وجاءت التعليقات بعدها في سياق الرفض لانتهاك إسرائيل لحالة السلم وقتل الجنود، وسؤال لإدارة الصفحة عما إذا كانت إسرائيل تحب ''السادات'' رغم محاربته وهزيمته لهم، وجاء الرد '' لقد تعلمت إسرائيل أن تحترم الرئيس السادات كبطل للحرب والسلام وليومنا هذا هو في أعين الشعب الإسرائيلي لازال يحظي بشعبية كبيرة''.
الشارع المصري حتى الآن لا يعرف الكثير عن تلك البنود، حتى أن بعض تلك البنود ظل غير مسموح له بالمناقشة في مجلس الشعب لوقت طويل، واعتباره ''خط أحمر'' يخص مصلحة البلد العليا.
''ابراهيم الشوادي - موظف'' قال إنه ظل لسنوات يسمع معارضي السياسة يتكلمون عن رفضهم للاتفاقية من منطلق ''الاعتراف بإسرائيل''، ولكنه لم يسمع أحداً يتحدث عن تفاصيل المعاهدة واتفاقية ''كامب ديفيد'' نفسها، معلقا: ''احنا بنعارض وخلاص من غير ما نفهم السبب''.