القاهرة- (أ ش أ):
أثبتت آلة ''النول'' منذ القدم انها ضرورة معيشية تحتاجها ظروف الحياة القاسية ومتطلباتها وهي ''صناعة منزلية '' شكلت نموذجا للإبداع اليدوي.
وتطورت هذه الصناعة واستخدمت في العديد من الاعمال منها نسج الأصواف والسجاد وغيرهما.
وتقول مهجة صابر مدير عام مراكز الحرف التقليدية بوكالة الغوري- -إن للنول عدة اشكال منها نول البرواز الذي يصنعه النجار وهو الذي
يكون مستطيلا او مربع الشكل أو يتم شرائه جاهزا من المكتبات بالحجم المطلوب، ويتم تثيبت المسامير عليه وهذا هو النوع العادي من النول والذي يستخدم في عمل المفارش وعمل السجاد ويعد من أشهر أنواع النول التي كانت تستخدم منذ زمن بعيد ولكن قل استخدامه هذه الأيام.
واضافت ''أما النوع الثاني من النول فهو النول الحديث، ويكون علي شكل المنضدة وهو أفقي وله تكنيك معين في الشغل حيث يتم تثبيته بخيوط أفقية ويتم أيضا تثبيت اللوحة المرسومة بمقياس للحجم المراد تنفيذه علي النول حيث يتم صباغة الخيوط بالألوان الموجودة باللوحة التي يتم اشتغالها من خلال النول حيث يقوم الفنان نفسه بتثبيت اللوحة تحت الخيوط السداء ثم يقوم الفنان بالتشغيل من حيث إتباع الخطوط الموجودة باللوحة وتشغيلها بالخيوط الصوفية التي تم صباغتها''.
ومضت تقول ''يراعي اللون الموجود باللوحة بكل جزء فيها عن طريق عملية التباديل والتوافيق بتكنيك النسج المرسم وتتوالي العملية، وعندما ينتهي الفنان من جزء من اللوحة يتم طي الجزء المشغول علي الاسطوانة الموجودة بالنول لكي يتواجد الجزء المراد تشغيله أمام الفنان ويبدأ بالنسج مرة أخري بمراعاة التفاصيل الموجودة باللوحة المكبرة تحت السداء إلى جانب الإستعانة باللوحة الأساسية والألوان الموجودة بها ''.
وتقول مهجة صابر مدير عام مراكز الحرف التقليدية بوكالة الغوري،بعد الانتهاء من اللوحة النسجية يتم حبس الخيوط بمجموعة من الخيوط القطنية ثم بعد ذلك تقص اللوحة من على النول ويتم تجهيزها كمعلقة نسجية تضاهي في الجمال والروعة اللوحة الاصلية التي رسمها الفنان بالريشة والألوان.
وبشأن تسويق هذه النوعية من المنتجات قالت إنها تلقى صعوبة في تسويقها وذلك لأنها باهظة الثمن ولكنها تحظى بإعجاب الكثير من الجماهير وخاصة الجماهير التي تغوى هذه النوعية من النسجيات.
وأضافت أنه يتم عرض هذه المنتجات في معارض عربية وأجنبية وفي مصر أيضا وخاصة في معارض في شهر رمضان المعظم.
ولفتت إلى أنه سيتم عرض هذه المنتجات في اول مايو القادم في وكالة الغوري وكذلك جميع منتجات مراكز الانتاج الفني من نحاس وتطعيم خشب وأعمال صدفية ونسجية وجلدية وملابس تراثية والعديد من الحرف التقليدية .
يذكر أن وكالة الغوري في القاهرة تقيم مهرجان سنويا للحرف التقليدية والتراثية، وهو أحد أهم مكونات الذاكرة المصرية الحضارية من خلال رعايته للتراث الحضاري والشعبي الذي يشير إلى عبقرية الشخصية المصرية وهويتها، ويشيرإلى أن إستمرار الحرف التقليدية على مدار العصور دلالة قاطعة على حب المصري للحياة والجمال.