كتبت - يسرا سلامة:
''عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية''.. كانت تلك الثلاثية شعارا للثورة المصرية من أول يوم، لكن يبدو أن مظاهرات الإسكندرية من أمام مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة الجمعة، خرجت للتأكيد على نفس المطالب التى طالب بها الشعب منذ ميلاد الثورة.
''عايزين 3 من ده يا مرسى''.. شعار كتبه أحد المتظاهرين على رغيف خبز ''عليه القيمة''، وبملامحه الخمسينية، التحف المتظاهر بعمل مصر، لكى يشارك في مسيرة الإسكندرية، رافعاً جودة الخبز شعاره، في رسالة إلى رئيس الجمهورية وإلى الحكومة محمد مرسي بعد تحديد الأخيرة لثلاثة أرغفة خبز لكل مواطن، الأمر الذ أثار جدلاً وسط المعارضة المصرية.
لم يكتف المتظاهرون فى أشهر ساحة مصرية بالهتاف والسير فقط، لكنهم أيضاً وعلى غرار التظاهرات الأخيرة التي شهدتها مصر استعانوا بالرموز، لعلها تنبه الحاكم والمسئولين ببساطة المطالب التي يرفعونها؛ فقد استعان المتظاهرون بـ'' لودر'' ليتقدم مسيراتهم .
''اللودر'' الذى استعان به المتظاهرون كان به شيء ممنهح فهو دون وجهة محددة، لكنه يسير نحو مطالبه التي رفعها المتظاهرون في لافتات تعبر عن روح المسيرة، كما أن ''اللودر'' شعار للطابع العمالي الذى اتخذته المسيرة السكندرية؛ فهو أحد أهم أدواتهم التي يستخدمها العمال المحتجون فى عملهم، ظهرت تلك الروح أيضا في شعاراتهم: ''عمال مصر.. لا للقهر ولا للقمع''، و''العمال أساس الحياة''، و''قهر العمال نهايته خلع النظام''.
شعارات الإسكندرية لم تكن الأولى التي يلجأ لها المصريون في المسيرات؛ حيث ظهرت ''الحلل'' و''العيش'' في مسيرات سابقة في شبرا والتحرير تنديداُ بالغلاء التي وصلت له الأسعار، و''كارت إنذار'' للحكومة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، كما ظهرت الشوم والعصيان في مسيرات من بعض منظمات المرأة في التحرير للتنديد بالتحرش والاعتداءات الجنسية على المرأة في التظاهرات، لتكون لغة الرمز أيقونة للمسيرات.
المشاركة العمالية الكبيرة في المظاهرة جاءت للمناداة بالعدالة الاجتماعية؛ فروح العمال كانت تطغى على المسيرة التي غابت عنها القوى السياسية، ليبقى بها العمال والمستقلون ينادون بمطالبهم، وذلك بعد التعدي على حقوق عمال ''فرج الله''، وأسمنت ''بورتلاند'' وغيرهم فى الفترة الأخيرة، من أجل صالح رجال الأعمال، والذى اعتبره المتظاهرون انحرافاً بثورة 25 يناير عن أهدافها.