واشنطن - وكالات:
بدأت محكمة أمريكية في نيويورك، دراسة وقائع قضية تتعلق برجل لم تملك الصحافة الأمريكية سوى أن تصفه بـ''الشرطي آكل لحوم البشر''.
ويحاول أعضاء النيابة العامة وفقا لتقرير أعده موقع قناة '' روسيا اليوم''، إثبات أن ضابط الشرطة غيلبرتو فالي، كان يمتلك رغبة عارمة في خطف واغتصاب وطبخ وأكل عشرات النساء، بما في ذلك زوجته، فيما يؤكد الدفاع أن الأمر لم يتعدى مجرد نزوة شاب كان يبحث عبر شبكة الإنترنت عن أشخاص يماثلونه في التفكير.
وعن الميول الغريبة لغيلبرتو فالي (28 عاما)، الذي يعمل في إدارة شرطة نيويورك منذ العام 2005، أصبح معروفا بمساعدة زوجته، التي تعرف بها من خلال شبكة الإنترنت، الذي دمر في وقت لاحق العلاقة بينهما. وقد عثرت الزوجة كاثلين مانجان-فالي (27 عاما)، وهي مدرسة، على زوج المستقبل على موقع زواج في عام 2009، وتطورت العلاقة بسرعة كبيرة لتحمل في العام 2010، ولتضع في العام 2012 طفلة، قاما بعد ولادتها بوقت قصير بإعلان زواجهما.
مانجان سرعان ما بدأت تلاحظ أن زوجها يضيع الكثير من الوقت على شبكة الإنترنت. وتصاعدت المخاوف لديها عندما، اكتشفت بالصدفة في يونيو 2012، في متصفح جهاز الكمبيوتر الخاص بزوجها، ''صورة لفتاة ميتة على الصفحة الرئيسية''، لتصاب الزوجة بالصدمة. قالت في المحكمة أن محاولة مناقشة الأمر مع زوجها أصابته بحالة من الغضب العارم.
واستمرت ربة المنزل القلقة بمراقبة تصرفات زوجها، وقامت بعد بضعة أشهر بتثبيت على الكمبيوتر، برامج للتجسس لتعقب المواقع التي يجلس طوال الليل فيها زوجها. وتجاوزت النتيجة كل التوقعات. إذ وجدت مانجان فالي أن زوجها أجرى مراسلات سرية، ناقش فيها مع رفاقه كيف انه يرغب في خطف، واغتصاب، وقتل وطبخ وأكل، عدد من الفتيات والنساء، ومن بين هؤلاء الضحايا المفترضين كانت زوجته، والعديد من صديقاتها ومعارفها، قام هو بمشاركة أتباعه صورهن التي أخذها من حساباتهن في الفيسبوك .
وقام الشرطي بمناقشة تفاصيل قتل كل ضحية مع شركائه، وفي ذاكرة الكمبيوتر عثرت على ملف، كان مخصصا لأحدى صديقات زوجته، حمل عنوان ''مشروع اغتصاب وطبخ كيمبرلي''. كما وعلمت مانجان-فالي الكيفية التي كان زوجها يخطط لقتلها بها. ''كان من المفترض أن يعلقوني من ساقي، ويقومون بطعني في الرقبة، ومن ثم مراقبة كيف يتدفق الدم من جسدي''، واضافت الأم الشابة، ''وتقدم أحد شركاء زوجي بنصيحة: اذا ما صرخت، لا تظهر أي شفقة تجاهها''، ليرد الزوج الحنون ''لا تقلق، سوف أكممها'' .
وللنساء الأخريات، ابتكر فالي أساليب تعذيب أكثر تطورا. إذ كان من المفترض أن يتم ''اغتصاب اثنتين من الضحايا أمام بعضهما البعض، لزيادة رعبهن''. فيما خططوا لشواء امرأة أخرى وهي على قيد الحياة. وأخيرا، ناقش الرفاق بجدية كيفية وضع إمرأة على أسياخ دوارة، وشواءها. ويقول الزوج في مراسلاته ''أتحرق شوقا لأجرب لحم فتاة شابة'' .
قررت الزوجة المذهولة رعبا الإفتراق عن زوجها، فأخذت طفلها وطارت من نيويورك إلى بيت والديها على الطرف الآخر من البلاد، في ولاية نيفادا. واتصلت هناك بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وأعطت ضباط الأمن مفاتيح منزلها في حي كوينز بنيويورك، سامحة لهم بمصادرة الكمبيوتر الثاني في البيت، والذي كان الزوج يستخدمه.
وبعد فحص دعوى مانجان، قام مكتب التحقيقات الفدرالي في 24 أكتوبر 2012، باعتقل غيلبرتو فالي، ليجدوا في ذاكرة الكمبيوتر ليس فقط المراسلات، ولكن عثروا أيضا على ملف يحوي بيانات جمعها بدقة عن 100 صديقة لزوجته، كانت هناك أسمائهن وعناوينهن، وكيفية الاتصال بهن، وغيرها من المعلومات (بما في ذلك تماثيل لهن)، والتي يمكن أن تكون مفيدة في حال خطفهن.
واتضح أن فالي من أجل جمع المعلومات عن الضحايا المحتملين، استخدم من دون إذن خاص، قاعدة البيانات الفيدرالية الخاصة بالجرائم، ولذلك وجهت له ليس فقط تهمة نية خطف أشخاص، ولكن تهمة الاستخدام غير المشروع لقاعدة بيانات الشرطة، وفي الجريمة الأولى قد يواجه حكما بالسجن مدى الحياة، أما الثانية فعقوبتها تصل إلى خمس سنوات سجن.