كتبت - رنا الجميلي ونوريهان سيف الدين:
''محمد محرز، عصام سراج، حذيفة عبدالباسط، ابو دجانة المصري، مصطفى المجذوب، صالح خليفة، ابو بكر موسى، احمد رفعت، مصطفى فودة، محمد ابراهيم.. ومؤخراً ''محمد زكريا''.. هي قائمة تضم عشرات الأسماء من الشهداء المصريين الذين سقطوا على أراضي الشام الطاهرة أثناء مشاركتهم في نصرة الشعب السوري في ثورته ضد عنف جيش النظام الأسدي.
قافلة الشهداء المصريين في سوريا كتبت، اليوم، اسما جديدا ''الشهيد محمد زكريا''؛ ثاني شهداء محافظة الدقهلية على الأراضي السورية، والذي لقى حتفه جراء إصابته بطلق ناري في العنق من قبل الجيش السوري النظامي في معركة بالمنطقة الشرقية، ودفن هناك.
''محمد'' البالغ ثمانية وعشرين من سنوات عمره، تخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، ويعمل محفظاً للقرآن الكريم للأطفال، اختار الذهاب لسوريا عن طريق الأراضي التركية في الثاني والعشرين من ديسمبر الماضي، وقضى وقتاً في مساعدة أفراد الشعب السوري إلى أن انضم للقوات المجاهدة هناك.
الألم على ما حل بالشعب المستضعف هناك هو الدافع ''محمد زكريا'' للذهاب لسوريا، ورغم المخاطر التي قد تكلفه حياته ثمنا للتواجد على أرض معركة تدخل في عامها الثاني، إلا أن إيمانه بالله وبنصرة الحق لم يعوقه للذهاب؛ أيام قضاها ''محمد زكريا'' وجها لوجه مع الموت شأنه شأن زملائه من المقاومين وآلاف من المدنيين السوريين الواقعين تحت قبضة النظام السوري.
بشائر الاقتراب من النهاية كانت يوم العاشر من فبراير الماضي؛ حيث وقع ''محمد'' ومجموعة من زملائه في حصار أثناء مشاركتهم في معركة ''تحرير الشدادي'' بمنطقة ''ريف الحسكة'' بالمنطقة الشرقية بسوريا، واضطر الجيش السوري الحر لإرسال مدد لفك حصار أفراد المجاهدين هناك، إلا أنه عند الوصول يوم الأربعاء 13 فبراير وجدوا الكثير من المجموعة المحاصرة ''شهداء'' ومن بينهم ''محمد زكريا''، و هو نفس اليوم الذي سقط فيه الشهيد المصري ''محمد محرز''.
خبر الاستشهاد كان صدمة كبيرة هونها الصبر والاحتساب عند الله؛ أم الشهيد التي دمى قلبها لفراق ابنتها وشقيقة ''محمد'' منذ خمسة أشهر، والتي توفيت عن عمر 24 عاماً بعد مرض مفاجئ، قالت عند سماعها خبر استشهاد ابنها : '' صعب علينا جدا فراق ''محمد''؛ لكنه دلوقتي شهيد وعند ربنا في الجنة إن شاء الله، وأنا مبسوطة إنه مبسوط، وإن شاء الله هيتشفع لي يوم القيامة بإذن الله''.