كتبت - يسرا سلامة:
جموع قررت ترك منازلها ومقراتها لتتحرك على طريقتها في مليونية للمرة الثانية إلى ميدان النهضة بالجيزة، لتساند الرئيس ''مرسى'' والشرعية؛ فلا سبيل سوى الشوارع أمام عدد كبير من المؤيدين للرئيس والأغلبية الإسلامية للرد على أحداث العنف التي شهدها قصر الاتحادية في الأيام الماضية.
''مليونية نبذ العنف''.. هكذا اتخذت التظاهرة أسماً لها؛ قبيل صلاة الجمعة، توجه عدد من المؤيدين للرئيس إلى ميدان النهضة مرة أخرى، وذلك بعدما تحركت إليها الجموع ذاتها في المرة الأولى إبان الإعلان الدستوري، الذي تراجع عنه الرئيس ''مرسى''، ولم يتراجع عن آثاره، وما كانت الجموع هذه المرة أيضاً إلا المنتمين للجماعة الإسلامية وحزبها، البناء والتنمية، والجبهة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين.
ومن اتجاهات مختلفة؛ حيث كوبري ''ثروت'' وميدان الجيزة كان تحركهم، ليلتقي الجميع في المنصة المتواجدة أمام قبة الجامعة، وهنا ارتفعت لافتات لتأييد الرئيس، ومنها '' الطريق الثالث'' لعلاج الفوضى وإنهاء ضعف الدولة.
كما استعد الميدان كالعادة في التظاهرات بافتراش عدد من الباعة الجائلين لأرض الميدان؛ تعددت أصناف البيع والسعي للرزق واحد بينهم؛ فباعة الأعلام كانوا الأكثر تواجداً؛ اختلط فيها أعلام مصر بأعلام الإخوان المسلمين جماعة وحزباً، وأعلام الجماعة الإسلامية الذي يحمل شعار '' لا إله إلا الله''، كما لم تخل التظاهرة من أعلام لمناصرة سوريا.
وعلى مداخل الميدان من كل الاتجاهات؛ وقف عدد من الرجال بملابس خضراء خاصة مدوناً عليها عبارة ''حزب البناء والتنمية.. الجماعة الإسلامية''، وذلك لتفتيش كل الداخلين إلى الميدان والسؤال على الهوية الشخصية للمتواجدين، كما وقف على الأطراف بعض السيدات يتولين الأمر مع النساء، وذلك بعد وضع حواجز على كل المداخل.
''من جاء بالصندوق لا يذهب بالمولوتوف''.. هكذا تحدث خطيب الجمعة من أعلى منصة ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة ، الشيخ محمد الصغير، عضو مجلس الشورى، ومستشار وزير الأوقاف، دعوات مختلفة وجهها الأزهري في خطبته إلى الشعب المصري، وقال ''دافعوا عن الشرعية'' مضيفاً أن ''برامج التوك شو'' لن تسقط مصر.
وإلى جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى، قال الخطيب :'' ''إن ساعة الاصطفاف تمنع من العتاب ولا عتاب في وقت الحرب، وشعارنا حتى تضع الحرب أوزارها، إن الله ابتلاكم ابتلاء حسناً بالحكم والعالم الإسلامي ينظر إليكم''.
على أصوات القرآن الكريم بعد صلاة أعقبها أصوات الأناشيد الإسلامية التي تربى عليها أبناء الجماعة الإسلامية أو ''أحفاد البنا'' استمرت المليونية تحشد في أعضائها؛ المتظاهرون جاءوا من محافظات مختلفة بعدد كبير من الأتوبيسات، وكان لصعيد مصر النصيب الأكبر منها، الأمر الذي تعالت له بعض الهتافات ''الصعايدة وصلوا''.
''يا للعار.. البلطجية عاملين ثوار''، ''الشعب يريد تطبيق شرع الله''، ''لا لغلق المصالح والمؤسسات''.. هكذا كانت بعض الشعارات التي كتبها المتظاهرون بميدان النهضة على لافتاتهم .
كما وجه ''متظاهري النهضة'' رسالة إلى ''البلاك بلوك'' فى عدد من الشعارات ''واقف شامخ يا لميدان.. واللي يغطي وشه جبان''، '' قولي مغطي وشك ليه.. بايع بلدك ولا ايه؟''، ''الشعب يريد.. يـد من حديد''، وذلك بجانب هتافات تطهير الإعلام والقضاء.
''هل يمكن أن يأتي المولوتوف والخرطوش برئيس جديد؟!''.. تساؤل رفعه أحد مؤيدي الرئيس في الميدان، بجانب لافتة أخرى '' إذا نجح العنف في إقصاء رئيس.. فانتظري يا مصر رئيساً كل شهرين أو ثلاثة''.