كتب - محمد سليمان:
عندما رأيته في آخر أيام حياته على شاشات التلفزيون، تساءلت في صمت: هل يمكن أن يصل حب شخص ما لناديه إلى هذا الحد؟.. ولكن رصد الكاميرا لكل انفعالاته مع كل هجمة لفريقه جعلتني أتساءل في دهشة ورهبة رغم زملكاويتي الشديدة: من هذا الرجل؟.
كانت مبارة بين الأهلي والزمالك في الدوري العام المصري، قبل أيام قليلة من وفاته.. أعراض مرض سرطان البنكرياس تظهر مليا على وجهه، والغطاء الذي يحاول أن يلتمس به بعض من الدفء في شتاء قاهري قاسي.. وجوده رغم الآلام المرض.. تأثره وانفعاله مع كل هجمة لفريقه أو ضده.. ملامح وجهه التي لم ينجح الوجع في جعلها تفقد الحب والمتابعة الدقيقة لكل لعبة في المبارة.. جعلتني أقف مشدوهًا أمام هذا الرجل.. هذا الثابت.. البطل.
ثابت البطل.. الذي بدأت حكايته من الأهلي في عام 1972، بعد أن اكتشفه عبده القال أحد أشهر الكشافين في تاريخ مصر، لينضم من نادي الحوامدية إلى نادي الاهلي، ولم يخرج منه سوى إلى مثواه الأخير في الـ 14 من فبراير 2005.
تولى ثابت حراسة مرمى الأهلي بشكل رسمي مع بداية موسم 1974/1975، ليقضي نحو 17 موسما مع الفريق، قبل أن يقرر اعتزال حراسة المرمى بعد مباراة اسوان في نهائي كأس مصر موسم 1990/1991، بعد أن حصد الفريق الكأس.
حصل ثابت البطل مع الأهلي على العديد من البطولات، كما قضى مع المنتخب 14 عاما حقق خلالها العديد من الانتصارات أبرزها الفوز بكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بمصر عام 1986 كما شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية .
وبعد مشوار طويل داخل المستطيل الأخضر، لم يفارق ثابت البطل ناديه المفضل، ليعمل كمدير للكرة، حيث نجح خلال منصبه في تحقيق العديد من البطولات منها، 5 بطولات دوري عام متتالية، وكأس مصر مرة واحدة، وبطولتين عربيتين للأندية الأبطال، وكأس السوبر مرتين.
أمس.. حلت الذكرى الثامنة لرحيل بطل الاهلي وحارس مرماه الثابت دومًا.. والأهم.. رحل الرجل الذي لم يمنعه المرض والألم عن الوقوف خلف ناديه حتى النهاية.. الرجل الذي أحب الأهلي حتى الموت.