كتبت - نوريهان سيف الدين:
تصوير – كريم أحمد:
وكأنك تسمع عن ''خُط الصعيد'' أو ''اللهو الخفي''، يظهر في الظلام لينفذ أهدافاً محددة ثم يختفي بعيداً عن الأنظار أو ''يلبد في الدرة'' في انتظار هدف قادم، إلا أن ''خُط الثورة'' قرر أن ينزل للشوارع مع الثوار؛ تارة تحت مسمى ''بلاك بلوك'' وتارة بأيدي الثوار أنفسهم يهتف بمطالبهم ويصر عليها، ويكون ''الدراع العفية'' لتنفيذ كلمتهم حال انصرف المسئولين عنهم بالسمع والبصر.
من بعد حصار ''الاتحادية'' والدخول في محطات مترو الأنفاق وتعطيل القطارات، واستخدامها كورقة ضغط على النظام وحكومة الدكتور ''قنديل'' لتقديم حلول أو الرحيل، ألقى المتظاهرين ورقة جديدة للضغط على بقية الأطراف، وقرروا أن يعطوا الحكومة ''أجازة بالعافية''، ويغلقوا ''مجمع التحرير'' أمام الموظفين وأصحاب المصالح، رافعين شعار ''فوتوا علينا بكره نكون فتحنا''.
''مجمع التحرير'' أو مجمع ''الجلاء'' كما كان يطلق عليه عند إنشائه راسخ في موقعه منذ عام 1951، كمصلحة إدارية مركزية تجمع بين جنباتها جميع المصالح والهيئات الحكومية.
صمم ''المجمع'' المعماري المصري الراحل ''الدكتور محمد كمال إسماعيل''، والذي سبق له أيضاً تصميم ''دار القضاء العالي ومصلحة التليفونات''، واختاره الملك ''فهد بن عبد العزيز'' ليضع توسعات الحرمين الشريفين المكي والنبوي.
ويشمل ''مجمع التحرير'' على تسعة آلاف موظف حكومي، ويتكون من 14 دوراً، وتكلف إنشائه قرابة 2 مليون جنيه وقتها، وتم بنائه على مساحة 28 ألف متر، ويبلغ ارتفاعه 55 متراً وبه 1356 حجرة للموظفين، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور.