كتبت - إشراق أحمد:
تصوير - سرحان سنارة:
حُملوا على الأكتاف؛ ليست المرة الأولى؛ فبالأمس كانوا وسط الحشود ربما حُلموا وقتها ليعلوا هتافهم، وفي اليوم التالي كانوا أيضاً على الأكتاف، لكن لم يُسمع لهم هتاف بل كان لصدى صوت الحشود الحاملة لهم دبيبه بالصندوق الخشبي الذي لاذوا بالموت إليه، أما اليوم فهم صور اتخذت من الصندوق الخشبي نعشاً، ومن الميدان مكان لا تبرحه؛ ففيه البداية والنهاية.
التأكيد على الفكرة بإعادة المشهد ذاته، هو ما حرص عليه عدد من النشطاء السياسيين بالإسكندرية، الجمعة الماضية، فيما سمي بـ''جمعة الكرامة''.
وما كان المكان غير ميدان القائد إبراهيم؛ حيث أعلام مصر المتشابكة مع صوت الطبول فيما أشبه بـ''المارش العسكري''، وأخذ ذلك الصندوق الخشبي المحمول على الأكتاف يطوف الميدان في تكرار لإحدى المشاهد الجنائزية التي باتت مؤخراً في القاهرة وعدد من المحفظات الأخرى، وإن كان بشكل رمزي.
''محمد الجندي، صلاح جابر ''جيكا''، عمرو سعد، محمد حسين ''كريستي''.. حلت صورهم وأسمائهم إلى جانب كلمة ''المجد للشهداء'' على جوانب الصندوق الخشبي الملفوف بعلم مصر، والذي اتخذ منه المتظاهرين نعشاً رمزياً لأولئك الذين سقطوا مؤخراً وتحديداً بعد تولي الرئيس محمد مرسي زمام الحكم؛ حيث كان ''جيكا'' أول من لفظ أنفاسه بشوارع التحرير في نوفمبر من العام المنصرم، بينما سقط النشطاء السياسيين الثلاثة في الأيام الأخيرة.
ساد السواد الذي حرص الكثير على ارتدائه، بينما حملت الأيدي الأبيض من الأكفان خلف النعش الرمزي، عله يعبر عن تأكيد احتجاجهم على غياب القصاص حتى اللحظة، واستمرار اتباع الشرطة لأسلوب العنف، ليطوف النعش بالميدان على خلفية هتاف الحضور ''الجندي مات مقتول ومرسى هو المسؤول.. القصاص للشهداء''.