كتبت - يسرا سلامة:
''الاسم؛ محمد سمير جمعة، السن؛ تسعة عشر عاماً، سبب الوفاة؛ عشق النادي الأهلي'' .. تلك كانت البطاقة التعريفية للشهيد الطالب ابن كلية تجارة جامعة القاهرة، الذى لم تمنعه دراسته بالفرقة الأولى بها من التحاقه بالثالثة شمال لتشجيع ناديه المفضل.
''محمد سمير''.. لم ينسى النادي الأهلي أمام مباراته مع المصري، وذهب وراء ناديه كما العشاق وراء أحبتهم، الأهلي فى دمه، لكنه لم يعلم أن دمه سيهدر بسبب تشجيعه لهذا النادي؛ جرى هو الآخر مع مشجعيه ليحمس لاعبة ناديه على الساحة الخضراء، ليكون أخر ''ماتش'' يشجع فيه مشجعها البار.
''هقول إيه غير الله يرحمه.. أنا راضي بقضاء ربنا وحكمه''.. هذا ما قاله والد'' محمد'' بعينين يملأهما دموع الفراق، وحزن لم يشف جرحه بعد مرور عام على وفاة فلذة كبده، وعن حكم المحكمة الصادر بإحالة 21 متهماً إلى المفتي ''أنا راضي بالحكم.. ومنتظر عدل ربنا والقصاص''.. قالها الأب المكلوم .
ومع مجموعة من أصدقاء ''محمد سمير''، ذهب والده الى قبر الشهيد لقراءة الفاتحة والعظة في منطقة دار السلام، بالقرب من منزله ''الحمد لله حكم المحكمة كان راضي لينا، ربنا رزقنا بقاضي عادل، وفي انتظار أحكام للناس المتهمين من الداخلية في 9 مارس القادم؛ اللى قفلوا النور والمدرج على ولادنا'' هكذا علق والد ''محمد'' على الحكم الصادر يوم 26 يناير الماضي في قضية ''مذبحة بورسعيد''.
''حقك رجع يا صاحبي نام واتهنى واستنى على باب الجنة''.. كلمة كتبها أحد أصدقاء ''محمد'' عقب حكم المحكمة الذي وصفه الكثير بالتاريخي، ليشعر معها صديقه أن صاحبه في آمان؛ صديقه لا يمل عن متابعة أخبار القضية، وإنشاء صفحة لصديقه الشهيد عبر موقع ''فيس بوك''.
وأيضاً طلاب جامعة القاهرة لم ينسوا صديقهم ''محمد'' وقرروا التعبير عما بداخلهم من حب وتقدير لهم بتخليد ذكراهم ووضع أسمائهم على أبنية الجامعة، ولحق اسم ''محمد سمير جمعة'' باسم أحد المدرجات بالكلية؛ تخليداً لذكراه، وليبقى ''الشهيد'' في مخيلة زملائه.