كتبت - نوريهان سيف الدين ويسرا سلامة:
تصوير – كريم أحمد:
سيدة كبيرة تخطت التسعين عاماً، لم يمنعها سنها الكبيرة أن تستخدم ''كرسي متحرك'' لتشارك في مسيرة نساء مصر ضد التحرش؛ بحماس بنات العشرينات ظلت تهتف وتقود المسيرة رافعة بيدها علم مصر تارة ولافتة مناهضة للاعتداء على نساء مصر وانتهاك أجسادهن.
بالاقتراب منها اتضح أنها الناشطة ''ليلى دوس''، ابنه السياسي والحقوقي المصري الراحل ''توفيق دوس''، صاحب الأيادي البيضاء في المشاركة في ''لجنة الثلاثين'' لكتابة أعظم دساتير مصر ''دستور 1923''، وهي أيضا مؤسسة ''جمعية تحسين الصحة''، نزلت لتشارك في مسيرة ''السيدة زينب'' التي انطلقت، الأربعاء الماضي، مع مئات من فتيات وسيدات مصر.
بمجموعة من ''السكاكين'' و''أغطية الأواني'' و''الشوم'' وغيرها من الأدوات المنزلية البسيطة؛ حملتها السيدات في المسيرة من أجل أن تشهرها فى وجه من يتعدى على جسدها فى الشارع المصري أولاً، ومن يصمت على هذا التعدي ثانياً، لا تملك غيرها من الوسائل من أجل الدفاع عن النفس.
''ارفعى راسك.. انتى اشرف من اللى داسك''، ''الشارع لنا''، ''صوت المرأة ثورة''.. بهذه الشعارات وغيرها انطلقن بالعشرات من سيدات مصر ليعبرن عن صوت نسائها، ليرفضن التحرش والاعتداءات عليهن؛ اختار أصحاب المسيرة أن تنطلق من عند سيدة من آل البيت ''السيدة زينب'' في ميدان الحرية.
المطالب كانت متضمنة تغليظ عقوبة التحرش في القانون المصري، وإلا ستضطر السيدات إلى ملاقاة العنف بالعنف، وهنا ستصبح بالفعل ''دولة غابة''، و استنكرت السيدات والفتيات المشاركات بالمسيرة ظاهرة التحرش والوصول حد الاغتصاب للفتيات المشاركات بالتظاهرات أو المعتصمات بالميادين، ومقابلة هذه الجريمة بدم بارد من السلطات المسئولة بسبب هروب الجاني وعدم معرفة الضحية ''المتحرش بها'' إثبات الفعل إلا بشهود.