أثار اجتماع أتباع أول كنيسة للملحدين في لندن حفيظة الكنيسة المسيحية.
وعلق أحد الكهنة الكاثوليك قائلًا: "من المهم تطوير العلاقات الدنيوية مع غير المؤمنين، لكن افتتاحهم مكان اجتماع لهم يشبه الكنيسة أمر مبالغ به، علينا أن نحذر منه".
وتساءل أحد كهنة كنيسة القديسين بطرس وبولس: "كيف تكون ملحدًا وتمارس نوعًا من العبادة في كنيسة مسيحية، هذا ليس منطقيًا".
والاعتراض لم يتوقف عند المؤمنين المسيحيين، فقد اعترض أيضًا بعض الملحدين، إذ أظهروا تخوفهم من أن يصبح الإلحاد دينا، وهذا ما يرفضونه تمامًا، خصوصًا أن هذا الحفل، وما سيليه من احتفالات، يحصل في كنيسة قديمة، وأجندته مشابهة لأجندة القداس الكنسي المسيحي التقليدي، من تراتيل وعظات وشهادات حياة، ولو اختلف التوجه، والمحتوى. وهذا ما نفاه جونس قاطعًا.
حتى إن بعض الملحدين رأى في هذا الحفل وسيلة يتوسلها جونس وإيفانس لتوسيع شعبيتهما.
وكان قد تم افتتاح أول كنيسة للملحدين في بريطانيا بداية فباير الجاري، حيث وقفت "بيبا ايفانس" و"ساندرسون جونس" وبحضور 200 من أتباع الإلحاد معلنين انطلاق الاحتفال الافتتاحي لكنيستهم، وذلك في كنيسة قديمة في لندن، وحلت الكوميديا مكان الموعظة على المذبح، والأغاني الصاخبة مكان التراتيل الإلهية، ولم يرد أي ذكر للرب.
و قال جونس في افتتاحيته: "من العار أن لا يتمتع المرء بما في الدين من أمور جيدة، كالحياة الاجتماعية الناشطة، بسبب اختلافات لاهوتية، لا تقدم ولا تؤخر".
وأعلن جونس للإعلاميين أن أتباع هذه الكنيسة سيجتمعون في الأحد الأول من كل شهر، ليستمعوا إلى متكلم يتحدث في مواضيع شتى، وكان أول المتكلمين المؤلف القصصي أندي ستانسون".
انقضى أول قداس في هذه الكنيسة الفريدة من نوعها والجريئة جدًا، بحسب تعبير بعض البريطانيين، من دون أي ذكر للرب، وعلى أنغام موسيقى البوب بدلا من التراتيل الإلهية المعهودة، بموسيقاها القوطية القديمة، وعلى وقع الضحكات المجلجلة يطلقها الحضور إذ يستمعون إلى نكات لا تخلو من البذاءة، يطلقها جونس وإيفانس، بدلا من الموعظة الدينية المتعارف عليها في الطقوس المسيحية.
أما الجزء الروحاني الأخطر فكان طلب خادم المذبح من الحضور إغماض العيون، ثم التفكير عميقًا في الحياة نفسها، على وقع خطبة عن ضرورة نبذ الخوف من الفشل في الحياة، على كل صعيد.
يذكر أن، البرلمان البريطاني كان قد نشر دراسة في مارس 2012 تحت عنوان "الديانة في بريطانيا العظمى" أفادت أنه بحلول عام 2030 ستنقرض الغالبية المسيحية في بريطانيا، بسبب تزايد أعداد غير المؤمنين ومن لا دين لهم خلال العشرين عامًا القادمة.
وبحسب الدراسة، فى حال استمرار المعدلات على ما هي عليه الآن، ستتفوق نسبة الملحدين على نسبة المسيحيين في بريطانيا بحلول العام 2030، إذ تفقد المسيحية أكثر من نصف مليون من أتباعها سنويًا، بينما ترتفع أعداد الملحدين بنحو 750 ألفًا فى السنة.
وقد شهدت بريطانيا خلال الأعوام الستة الماضية زيادة أعداد المسلمين بنحو 37 في المئة، والهندوس بزيادة قدرها 43 في المئة، وكذلك زادت أعداد البوذيين بنحو 74 في المئة، بينما انخفضت أعداد السيخ واليهود بشكل بسيط.