كتبت - نوريهان سيف الدين:
''هي جمل المحامل والسفينة وسط الصحرا والعطش''.. هكذا صورت صحيفة ''الإيكونوميست'' البريطانية مصر في ''كاريكاتير'' عددها الأخير؛ ففي الخلفية ترى الأهرامات يسير أمامها ''جمل - مصر'' ويحمل فوقه ''مرسي''، وهو يحاول أن يهديه السبيل مستخدما عصاه، إلا أن الجمل يطرحه أرضاً ويضع رأسه برأس راكبه في تحدي.
حال مقالات وتحليلات الصحف العالمية لم يكن أفضل من ''كاريكاتير الإيكونوميست''، أكثر من 400 مقالة في صحف العالم وتنبُّؤات المحللين عن مستقبل مصر؛ من الجارديان، لنيويورك تايمز، للجزيرة، للواشنطن بوست، لوول ستريت، كلها تحدثت بالتحليل السياسي عن الوضع في مصر، وكيف تسير المركب بقيادة الإخوان وسط بحر مضطرب من الاحتجاجات المتوالية.
''الإخوان أخطأوا في تقدير طموح الشعب المصري الذي تغيّر 180 درجة منذ إطاحته بالدكتاتور مبارك، الإخوان فوجئوا بأن 75% من الشعب المصري شباب يريد ''فرصة'' عمل وتعبير عن الذات، الشباب المصري تذوّق الحرية لأول مرة ولن يتنازل عنها''.. هذه بعض من عناوين المقالات التحليلية بالصحف العالمية.
عناوين أخرى قالت: ''الأقليّة الإخوانية تُكرر أخطاء مبارك بالحَرْف، الشعب المصري محظوظ لأن الإخوان نجحوا في الانتخابات وأخذوا فرصتهم ثم أثبتوا فشلهم السياسي والدبلوماسي في توحيد المواطنين نحو العمل وبناء مستقبل الوطن، أرى الشعب المصري يبني ''پاراديم'' جديد للعالم العربي أكثر أهمية مما قدّمته الثورة الفرنسية، نحن نشاهد تحوّلاً تاريخياً نادراً أمام أعيننا سيؤثر على مستقبل العالم ككل''.
عناوين أخرى تصدرت صفحات الصحافة العالمية، وبداخلها قالت: ''يتغنّى المصريون بأغاني وطنية عريقة ويردّدون بافتخار عبارة ''ارفع رأسك فوق انت مصري''، لديهم حب غريب ناحية المشروع الوطني الذي لا تعترف به حكومة الإخوان، لا أتوقع أن يقول 80 مليون مصري ''ارفع راسك فوق أنت إخواني''؛ فقد أثبت الإخوان عدم ولاءهم لمصر كما يحبها المصريون ويهيمون بها، أحياناً وكأنها فتاة قروية داكنة البشرة ولكن قليلة الحظ''.
''روشتة'' العلاج ذكرت أن السبب في تلك الثورة كان ''تجاوزات جهاز الأمن وخاصة الشرطة''، وتصدرت إحدى المقالات افتتاحيتها قائلة: ''الشعب المصري كان يحتاج أن يرى أمراض الشرطة، حتى ينظفها في الحكومات المقبلة، ويحتاج أن يرى صِغَر عقول تجار الدين وجهلهم الدبلوماسي والاقتصادي حتى يستبعدهم من الائتلافات المقبلة، ويحتاج أن يرى البدائل المحترمة ويختبر ردود أفعالها حتى ينتقدها ويعدّل من مسارها دون حساسية أو خوف من المقاضاة''.