تشكيل وجه للجمجمة التي أطلقت آلاف الأساطير
قام عدد من الباحثين والأطباء بالمملكة المتحدة بإجراء فحوص مكثفة ودقيقة لهيكل عظمي اشتبه بأنه يرجع للعصور المظلمة بتاريخ أوروبا بشكل عام وبتاريخ بريطانيا بشكل خاص، إذ بدأت عمليات التنقيب للبحث عن الهيكل العظمي للملك ريتشارد الثالث، الذي تم العثور عليه في أحد الساحات التي تستخدم كمواقف للسيارات في مدينة ليستر.
وقعت المفاجأة الكبرى بعد صدور نتائج تحليل الحمض النووي لهذا الهيكل العظمي حيث ثبت بأنه يعود للملك ريتشارد الثالث الذي حكم بريطانيا بقبضة من حديد خلال فترة عُرف فيها بقسوته وبكثرة القتل وما رافق ذلك من إشاعات حول شكل الملك ريتشارد وأوصافه المخيفة بكونه أحدب الظهر، وتبرز عليه ملامح الكره والحقد.
وتمت مقارنة الحمض النووي للعظام بمثيله لدى عددٍ من الأشخاص الذين يعتبرون من سلالة الملك ريتشارد الثالث، وأثبتت النتائج تقاربها مما أكد أن الهيكل العظمي يعود للملك الشهير .
المفاجأة الثانية التي حصل عليها الأطباء والباحثون كانت بعد أن قاموا بإعادة تشكيل الوجه على الجمجمة، باستخدام أدوات ومعدات فائقة التطور والدقة والتي يمكنها تشكيل وجه أي جمجمة بخطأ لا يتجاوز الميليمترين عن شكلها الأصلي، ليكتشف بعدها العلماء أن ملامح الملك ريتشارد ليست كما تناقلتها الأساطير منذ وفاته في معركة ساحة بوزورث العام 1485.
وبين الباحثون أن التكنولوجيا التجسيمية المستخدمة في تشكيل رأس الملك ريتشارد الثالث والتي يطلق عليها اسم تكنولوجيا"stereolithography،" تعتمد على تصوير طبقي متعدد للجمجمة الموصولة بأنظمة تشكيل ثلاثية الأبعاد، أما بالنسبة للشعر فتم الاستعانة بشعر مستعار والأعين تم استبدالها بأعين زجاجية.