كتبت- هبة البنا :
حل الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، ضيفا في أول صالونات ''مصراوي'' الثقافية لمدة ساعتين، في أمسية أدبية بنكهة سياسية، ألقى فيهما العديد من قصائده الثورية، وسط حكاياته التاريخية التي عاصرها منذ بدأ كتابة القصائد، في العاشرة من عمره.
بدأ فؤاد برواية قصته مع الشعر وكيف أنه ظل لعامين تنشر قصائده، في إحدى المجلات الأدبية الشهيرة في حقبة الخمسينيات دون أن يعرف أحد أن كاتب هذه القصائد كان لم يتعد الأحد عشر عاما، وكيف أنه قضى طفولته في حياة ثقافية زاخرة، دون أن تكون لديه الإمكانات المادية، حيث كان يحضر العروض الموسيقية بدار الأوبرا، ويتسلل كطفل ليحضر مباريات الأهلي، ثم يعود إلى المنزل ولم يأكل شيئا طول النهار، وليس لديه أي مال.
وأشار الشاعر الكبير في حديثه، إلى أن الناشرين في هذه الفترة لم يكونوا يلتفتون إلى هوية الشاعر أو الأديب وإنما فقط إلى المحتوى، والقيمة الفنية.
كما سرد فؤاد، العديد من الوقائع التاريخية الهامة التي تحمل دلالات وإسقاطات على الواقع السياسي الحالي، حين حكى عن واقعة هزيمة مرشد الإخوان المسلمين في فترة الأربعينيات، بالرغم من أنه ترشح في مسقط رأسه بالدقهلية أمام مرشح قبطي من الصعيد، وذلك بالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين كانت مشهرة، ولها شعبية كبيرة، إلا أنه أرجع سبب ذلك إلى أن حزب الوفد وقتها كان ذي سياسة واحدة متصلة، على عكس الجماعة ذات المواقف المتغيرة.
وعن فترة اعتقاله، روى الشاعر الثوري، أن أول ديوان له الذي كان في المطبعة حين اعتقل مما اضطر أصدقائه لسحبه من المطبعة دون تصحيح، وكان قد بيع بالفعل منه 2850 نسخة قبل طبعه عن طريق الكوبونات التي استعان بها لتمويل الطبع نظرا لعدم توافر الإمكانات.
وكان سبب اعتقاله هو قصيدة، مقاطع من الخميس الدامي، المستوحاه من اغتيال المناضل عبد الحكم الجراحي، على يد الانجليز، والتي تسببت في اتهامه بتحريض الطلبة على الاعتصام والإضراب.
كما لم يفته المرور على ذكريات فترة تجنيده، التي كانت معتزمة من قبل السلطات لعقابه عن سلوكه الثوري، إلا أن قائده تعاطف معه، وشجعه على الكتابة، كما أنه فوضه هو أن يكتب بنفسه التقارير المخابراتية عن نفسه، وسلوكه في المعسكر، والذي كانت المخابرات العسكرية تطلبه بشكل أسبوعي، لتشككها في احتمال اتصال فؤاد بعناصر خارجية، نظرا لسلوكه الثوري الذي كان مصدر إزعاج لهم.
وعلى ذكر الحرب، اختتم الشاعر الكبير الندوة بقصيدة، الحرب لسه في أولها، التي كتبها يوم السادس من أكتوبر 1973، أثناء مشاركته في الحرب، وسط إعجاب وتصفيق من الحضور.