أمام عازف البيانولا تجلس «سميحة» برفقة محبوبها «صلاح» لأول مرة، الخجل يسيطر عليها خلال تحدثها إليه، حتى فسرت له حالتها بقولها: «تعرف إن دي أول مرة أكلم واحد ما أعرفوش؟ مكنش يصح أبدًا إني أكلمك وأقعد».
تستأذن «سميحة» على الفور للرحيل، في حين يلح عليها «صلاح» لمعرفة عنوان منزلها، لتجيبه: «مصر الجديدة شارع السبق»، قبل أن تعّرفه على اسمها.
منذ تلك اللحظة واظب «صلاح» على المرور أمام منزل «سميحة» في الساعة الخامسة مساءً كل يوم، في بادئ الأمر كانت المحبوبة تقف من الشرفة منتظرةً إياه، ودائمًا ما تحاول أن تلفت نظره، لكن دون أي استجابة منه.
وكعادته مر أمام المنزل في الخامسة مساءً، لكنه فوجئ بنزول «سميحة» مهرولةً نحوه، لتعطيه رقم هاتفها للتواصل معها بعد منتصف الليل، حتى اعتاد على الوقوف أمام البيت فيما بعد لرؤيتها.
هذه الحالة العاطفية نجح العندليب الأسمر، عبدالحليم حافظ، في تجسيدها برفقة الفنانة لبنى عبدالعزيز في فيلم «الوسادة الخالية»، المعروض عام 1957، وفيها تحول منزل شارع السبق بمصر الجديدة إلى رمز لتلك العلاقة الخالدة في تاريخ السينما المصرية.
60 عامًا مرت على عرض الفيلم، وبطبيعة الحال تغيرت أحوال وظروف من شاركوا فيه، ومنهم من رحل عن دنيانا، لكن ظل المنزل متواجدًا إلى الآن، إلا انه تأثر بالتطور في جميع مناحي الحياة.
بالنظر إلى المنزل سابقًا كان ما يميزه هو الاتساع الكبير لشرفاته، ووجود أشجار تزين مداخله، وخلو الشارع دون أي زحام أمامه، وهو ما اختلف بشكل جذري في الوقت الحالي، إذ غزت أطباق «الدش» السطح، وأُغلقت الشرفات بنوافذ «الوميتال»، وتركيب أجهزة التكييفات، بينما ازدحم محيط المنزل بالسيارات، في حين يظل العامل المشترك بين المشهدين هو وجود الأشجار حتى الآن. كما جاء فيالمصري لايت