نظف المنزل، تطهو الطعام، ترعى الكبار، أدوار كثيرة تقوم بها طفلة لم تكمل عامها الخامس بعد، ففى إحدى القرى الجبلية التابعة لمدينة زونى بالصين تقيم وانج آنا مع جدَّيها العجوزين، حيث أجبرها سجن أبيها، وهى ما زالت طفلة رضيعة لا تبلغ سوى ثلاثة أشهر من عمرها وتخلى والدتها عنها بعد زواجها الجديد، على العيش مع جديها المسنين وتحمُّل كافة أعباء رعايتهما. ووفقاً لمجلة «ميرور» البريطانية، فإن الطفلة رغم نعومة أظافرها تستيقظ مبكراً لتقف على الكرسى الخشبى بالمطبخ الضيق وتقوم بإعداد الكثير من الوجبات والأصناف الشهية والمغذية للعجوزين، وتحرص على الذهاب إلى مزرعة جارهما بالبلدة لتأخذ منها الخضراوات الطازجة التى تساعدها فى إعداد طعام صحى لهما. تجهز «وانج» المعالق الخشبية والأطباق المختلفة وتطعم الكبيرين بعد أن تقوم بتنظيف المنزل بمفردها دون أى مساعدة، فمن سيساعدها وجدها يبلغ 92 عاماً؟! لم تتهاون «وانج» فى القيام بأى عمل يساعد ويدخل السرور على الكبيرين، فتارة تساعدهما على الدخول للحمام وأخرى تدلك لهما أقدامهما بالماء وتقوم بعمل مساج لرقبتيهما، فمن يتعامل معها يشعر وكأنه يتعامل مع شابة ناضجة بعمر العشرين. على الرغم من قيامها بكل هذه الأعمال التى لا تناسب طفلة فى الخامسة من عمرها، لم تتمرد «وانج» ولم تشكُ من ذلك الوضع، خاصة بعد فقدها لوالديها، فلم يبق لها أى دعم فى الحياة سوى الكبيرين والعيش معهما ورعايتهما، فهما من حافظا عليها وأشعراها بالحنان، خاصة بعد أن تركها والداها رضيعة لم تكمل شهرها الثالث.
الطفلة تطعم جدتها