المصريون يهزمون الواقع بالكوميديا، يتغلبون على همومهم وأوجاعهم بالبسمة والموقف، وهم يواجهون مشكلاتهم بالسخرية والحلول الطريفة غير المتوقعة.
ويوميا يحمل الشارع المصري مواقف أقل ما توصف بأنها تنتمي لكوميديا الموقف، ولا تستطيع قريحة أشهر وأعتى مؤلفي السينما والكوميديا أن تصل إليها أو تتخيلها، فطبيعة المصريين وطريقتهم عصية على التوقع أو التنبؤ، ومواجهتهم للأزمات والمشاكل بسيطة وتلقائية وعفوية تصيب الآخرين بالذهول والدهشة بل والانبهار.
وربما يكون مثيرا للضحك ومفجرا للقهقهات أن تجد مواطنا مصريا يستقل دراجة نارية وخلفه أسرته كاملة، في مشهد كارثي، لكنه بسيط غايته التغلب على أزمة المواصلات وازدحام وسائل النقل، أو أن تجد مواطنين آخرين يتسلقون حافلات النقل العام من الأمام وبطريقة قد لا يستطيع السائق من خلالها رؤية الطريق والقيادة.
إضافة لذلك، تضفي خفة دم المصريين وروحهم المرحة على طريقة حياتهم ودعايتهم لبضاعتهم، كصاحب عربة كشري يعرض لنفسه بطريقة كوميدية، وكشك لبيع المرطبات يرفض صاحبه بيع السجائر بطريقة استفزازية، وصاحب مطعم كبدة يعلن عن نفسه بطريقة أساتذة الجامعات.
وفي المحصلة هي جينات وراثية من خفة الدم والمرح والبسمة، تتوارثها الأجيال في مصر، وتزدهر بها شوارع القاهرة والمحافظات، وتصبح معينا لا ينضب من اللقطات الطريفة التي تعشقها عدسات المصورين ولا تجد بدا من التقطاها.