ايجى ميديا

الجمعة , 22 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

رسول العناية الإلهية لـ''محفوظ''.. جراحة على شرف ''مطواة''

-  
صورة أرشيفية لمحفوظ لحظة شفاؤه
صورة أرشيفية لمحفوظ لحظة شفاؤه

كتبت- دعاء الفولي ونسمة فرج:

تُعرف الحياة والموت باللحظات، ثوان معدودة تُحدث فرقا في عمر الزمن، يولد طفل جديد، يموت أحدهم، وتقف روح شخص آخر على ناصية الموت دون أن يأذن لها الله بالخروج بعد، جسد الروح العالقة كان للأديب ''نجيب محفوظ''، ما كتبه لم يُعجب الجماعة الإسلامية المنتشرة في مصر بتسعينيات القرن الماضي، ''طعنة نافذة بالرقبة لتُنهي الحياة''؛ كذلك جاء الأمر لـ''محمد ناجي'' أحد أعضاء الجماعة، نفّذ المهمة غير أن عُمر الأديب كان به بقية، صراخ في الشارع؛ مستشفى الشرطة المُجاورة لمنزله، أطباء يهرعون لغرفة العمليات بعدما جاءهم استدعاء، يُفتح لهم الطريق ليدلفوا للغرفة حيث يرقد محفوظ؛ ''أحمد سامح همام''، ''أحمد البشري''، و''عادل إمام''، لم يعلموا أن أسماءهم سُتكتب في تفاصيل الحكايات عن الأديب، وسيتم تعريفهم أنهم من أرسلتهم العناية الإلهية لإنقاذه.

قبل العملية التي أجراها طبيب الأوعية الدموية ''عادل إمام'' للأستاذ، لم يكن على صلة به، سوى من خلال القراءة والسمع، وقتما شارك في الجراحة كان مُدرس في القسم بكلية الطب جامعة القاهرة، في خضم العملية تم استدعاء الطبيب الأعلى خبرة ''همام''، انتهت الجراحة بسلام، لتنشأ علاقة بين ''إمام'' والأديب الراحل تتردد بين الصداقة والطبيب والمريض، لم يتلاقيا كثيرا غير أن ذكريات الأول عن الكاتب موجودة ''نجيب محفوظ أسر الممرضات وفريقه المعالج وحتى المرضى الآخرين بالمستشفى بشخصيته''.

لم يكن ''همام'' الطبيب الذي طُلب بالاسم متواجدا بالمستشفى حال وصول الأديب، كان بمنزله حين رن جرس الهاتف وهو على الباب يهم باستقلال المصعد لزيارة أحد الأقارب، عندما نادته الابنة محدثة إياه عن الاتصال الذي أتاه من المستشفى، ترك ما يفعل وذهب للمكان من فوره بمجرد أن قال له أحدهم ''أديب مصر في خطر''.

''مريض ملتزم في علاجه''؛ هكذا وصفه الطبيب، لم يكن له طقوس معينة حال المرض، لكن عدد المحيطين به كان مُختلفا عن أي راقد آخر، لم تبدُ غرفته خالية، حيث الأصدقاء، الأهل، التلاميذ، المريدين وهو بين ذلك كله يعبر عن امتنانه لهالتهم المتناثرة حوله بكلمات قليلة تتخللها ابتسامة أضعفها المرض قائلا ''شكرا يا ابني''.

الشُريان الأيمن بالرقبة هو ما اُصيب أثناء محاولة الاغتيال، ليس من السهل الوصول إليه، حيث اخترق نصل السكين فقرات العنق، انحناءة الأديب للأمام لكبر السن جعلت الجرح يضرب الشريان السباتي وليس البائي، حيث يصل الأخير بالمخ، كما أن نصل السكين لم يكن حاد كفاية، في تلك الأثناء كان ''إمام'' يتابع عمل أستاذه بالغرفة تحت وطأة الضغط، ينضح عنق الأديب بالدماء وهم وقوف يحاولون فعل ما استطاعوا، وفصل عقولهم عن الهرج والمرج بالخارج.

استغرق ''همام'' نصف ساعة ليصل للشريان المذبوح، خطر الإصابة ليس فقط بسبب أهميته؛ لكن يمر بالفقرات النخاع الشوكي والشريان الوحيد المُتبقي الذي يغذي المُخ، الهم الأكبر للأطباء كان التأكد من أن الجرح لم يمس النخاع الشوكي، ما يمكن أن يسبب شلل في الجسد؛ إلا أن هناك نظرة راحة رآها ''إمام'' في عين الطبيب الأكبر، أكدت أن سلاح الجريمة لم يصل للنخاع، كان النزيف قد وقف عندما بدأ المساعدان والطبيب في توصيل الشريان مستغرقين حوالي النصف ساعة، ما جعل الأمر أكثر صعوبة هو مرض السكري المتفشي بجسد محفوظ بالإضافة لتصلب الشرايين، تمت العملية بنجاح في العاشرة والنصف مساءً، أي عقب الإصابة بحوالي الثلاث ساعات.

أكثر ما يذكره ''إمام'' عن الزائرين لمحفوظ هو وجه الكاتب ''محمد سلماوي''، لم يحسب المُدرس بالطب أنه سيرى الأديب المُصاب مرة اخرى، إلى أن جمعتهما جلطة الشريان التي ضربت الأخير والذي فضل دائما العلاج بمستشفى الشرطة، المرات الأخرى التي تقابلا بها كانت بندوات ''محفوظ''، ''كنت بشوفه دائما في الجلسات الثقافية بصحبة الدكتور سمير سرحان''.   

يد محفوظ.. صديقته التي تعلمت الكتابة في الثمانين

التعليقات