كتبت- دعاء الفولي وإشراق أحمد:
في خلفية المشهد، أغنية تعلو ''عايزينها تبقى خضرا.. الأرض اللي في الصحرا''، مزارع ولد ليجد والده يعمل بنفس المهنة يُمسك أوراقه في فرح، سعياً لتقديمها بمشروع ''مبارك القومي لشباب الخريجين''، الدولة تُحدثه عن ضرورة استصلاح الأراضي الصحراوية في كل مكان بمصر، لكونه من منطقة تُسمى الفيوم الجديدة وهي الأقرب لمحافظة بني سويف، فقد قدم أوراقه للمحافظة.
احتفاء الدولة جعل الأمر يبدو كأنه جنة، 6000 فدان بمنطقة الفيوم الجديدة خصصتهم الحكومة للخريجين، بجانب بيوت للسكن، بدأ المشروع عام 1985، تم بناء قرية الأنصار والشروق الموجودتان على طريق الفيوم_ بني سويف بمركز اهناسيا، على طراز واحد، وأنشأت محطة ري رئيس تخدم الأراضي، إلا أنه مع الوقت ضعفت قدرة المحطة ونظيراتها الفرعية على ضخ المياه، وازدادت رقعة الأراضي المزروعة، فُحرم بعضها من المياه، ومنذ عام 2005 ظهرت المشكلة، في نفس الوقت لم تتوقف الدولة عن استكمال المشروع، بدأت إنشاء قرية ثالثة أطلق عليها الأجيال عام 2002، تفاقمت المشكلة مع المرحلة الثالثة.
أعوام شهدت الكثير، حمل المشروع اسم رأس نظام سقط ومَثُل أمام القضاء بينما بقيت آثاره، يتكبدها أبناء الفيوم ومَن على شاكلتهم؛ لم تتوفر المياه بالقدر الكافي لتحقيق الحلم بأن تتحول الصحراء إلى ''زمام أخضر''، وما نفعت ملايين الجنيهات التي تم إهدارها، فما بقى منها سوى أـحجار خاوية على عروشها؛ إهمال لم ينكره أحد لكنه لم يجد حل، فكانت النتيجة أرض عُرضة للموت.
بالصور: أراضي ''سدمنت الجبل'' تتعطش للمياه و''الميكانيكا والكهرباء''
''9'' محطة ري مع إيقاف التنفيذ.. الزراعة على الورق
بالصور: قرية الأجيال.. 106 منزل مهجور وأراض تنتظر الزراعة