كتبت – دعاء الفولي وإشراق أحمد:
منذ يناير 2013 يشد "سعداوي أحمد" رحال الرزق يوميًا، يتجه لأرضه التي تقع على طريق الفيوم، وتبعد 4 كيلو عن قرية الأنصار حيث يسكن، يترك الأربع أبناء بالمنزل مع الأم. هدأت مخاوفه من عدم وجود مصدر عمل ثابت، عندما اشترى الثلاث أفدنة التي زرعها "شيح" ونباتات عطرية. منذ أربع أشهر ظهرت في الأفق أتربة، محاجر يمتلكها رجل الأعمال "أسامة العزايزي" تعمل منذ عام 2007 بجانب أرض المزارع الثلاثيني، أتت على الأخضر وحوّلته يابسة.
7 أمتار أو أقل تفصل الأفدنة الذي اتخذها رجل الأعمال محاجر للحفر عن الأرض الزراعية التي يمتلكها "أحمد"؛ لافتة كُتبت على الأرض تؤكد امتلاكه للمحاجر، عمال يبدأون يوميًا مع الصباح الباكر وينتهون بغروب الشمس، أتربة تغدق على نباتات الفلاح "لحد ما الأرض بارت خالص".
تدريجيًا حدث الأمر، لم يكف أب الأربع أبناء عن محاولة التفاهم مع عمال المحاجر "أقولهم حرام عليكوا يقولولي خلاص هنمشي بكرة أو هنبعد ومفيش حاجة حصلت"، ومع الوقت أصبحت الأرض غير صالحة، لموت المزروعات.
لم يتعلم "أحمد" في المدارس العادية، لا يعرف سوى مهنة الزراعة كما وجد آباؤه، حاول الشكوى، فما وجد غير الجمعية الزراعية تتلقى مظلمته؛ المحاصيل الناتجة عن الأرض يبيعها "أحمد" في السوق، لتعادل كفة الأموال الطائلة التي دفعها لشراء الأرض وتبلغ 180 ألف جنيه فضلاً عن 70 ألف أخرى انفقهم على التحضيرات بها، مع توقف الانتاج استأجر المزارع أرضًا بعيدة عن مرمى المحاجر يعمل بها مؤقتًا "أحنا أي شوية هواء نظيف زيادة كانوا بيتعبوا الزرع، ما بالنا لو كان تراب ورملة؟".
من جانبه أكد "محمد عبد الحليم"، رئيس الإدارة المركزية للتوسع الأفقي بقطاع استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة، أن القطاع قدم بلاغات في النيابة ضد "أسامة العزايزي" لتعديه على أراضي مملوكة للخريجين وعمل محاجر فيها، مما يؤثر سلبًا على الأراضي الزراعية المجاورة، لكن التحقيقات لم تُسفر عن شيء حتى الآن.
"النيابة العامة في بني سويف والفيوم اتحولت لهم بلاغات لكن فيه ناس اتحاسبت وناس لسه"، قال "عبد الحليم"، موضحًا أن المشاكل متوارثة في القطاع "لو فكرنا نحاسب واحد في منصبه من التسعينات هيبقى راح عند ربه".
