ايجى ميديا

الأثنين , 20 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

بالصور: أراضي ''سدمنت الجبل'' تتعطش للمياه و''الميكانيكا والكهرباء''

-  
أراضي سدمنت الجبل تتعطش للمياه والميكانيكا والكهرباء
أراضي سدمنت الجبل تتعطش للمياه والميكانيكا والكهرباء

كتبت-دعاء الفولي وإشراق أحمد:

أدار محرك سيارته الصغيرة، 45 دقيقة يقطعها من منزله بمنطقة المسلة وسط الفيوم إلى أرضه، ما لم يؤخره عطل يصيب إطاراتها، خمسة أفدنة حصل عليها بمشروع ''مبارك القومي لشباب الخريجين''، قرر أن يكرس لها كل اهتمامه، عوضته عن المحاماة التي لم يجد بها مبتغاه، لكن ظلت كلمة ''للأسف'' رفيقة درب ''عبد الجواد أحمد'' بعد سنوات من الزراعة التي أجادها لدرجة لا تثير الشك أنه أحد المزارعين القدامى، بالطريق ينظر إلى اللون الأخضر على جانبيه ''كل ده خير'' يقولها سرًا وعلانية متمنياً أن تزيد رقعته، لا يلبث أن يظهر الفراغ الصحراوي حتى تتسلل الحسرة إلى نفسه للمشكلة القائمة منذ 2005، والهرولة من أجل ''مياه تكفي الأرض اللي هتبور''.

''عبد الجواد'' ضمن مَن تقدموا لـ1500 فدان بمنطقة ''سدمنت الجبل'' في محافظة بني سويف، طرحتها الدولة مع بدء المرحلة الأولى لمشروع ''الخريجين'' كما يطلق عليه، أنهى ابن الفيوم الإجراءات المطلوبة عام 1986، طالبوه بالانتظار حتى إعلان قائمة الأسماء ففعل حتى عام 1996، عشر سنوات كي تصبح الأرض في حوزته مقابل 11 ألف جنية يتم تسديدها في صورة أقساط، أخذ يزرع ''قمح وطماطم وذرة وبنجر''، بالتنقيط حال رفاق الأراضي يروي من ''محطة الري الرئيسية''، يشاهد نبتته تنمو، تدر دخلها على أهل بيته الذين اعتادوا التواجد بين الحين والآخر في قرية ''الأنصار''.

ما يقرب من 6 آلاف خريج احتضنتهم أرض ''سدمنت الجبل'' على ثلاثة مراحل، كل منها يرافقها إنشاء قرية تضم المستفيدين وذويهم وهو الهدف الرئيس منها، أن يتواجد المزارعون قرب أرضهم وبناء مجتمعات جديدة بعيدًا عن زحام المدينة، ورغم صعوبة الأمر في المرحلة الأولى على سكان ''الأنصار'' غير أنهم تجاوزوا مرحلة الإقامة ومشاكلها حتى 2005، حسبما قال ''عبد الجواد''.

''بنسقي بس الميه ما بتكفيش''.. تكيف الرجل الأربعيني مع الوضع حتى وصل إلى ري الأرض لمدة ساعتين بدل من 4 ساعات، المحطة الرئيسية كانت كفاءتها عالية لكن مع السنوات وزيادة الأفدنة المستصلحة مقابل محطة ري تخدمها تأزم الحال خاصة كل صيف ''الأرض بتحتاج ميه كتير بنضطر نزرع نص المسطح''، ما يقرب من 15 إردب من القمح أصبح ما يستخرجه الوالد لأبناء ثلاثة بعد كمية كانت تبلغ بالسابق 24 إردبا.

في أجواء أشبه بزمام المناطق خارج القاهرة؛ صحراء يظهر على جوانبها أراضي زراعية بين مسافة وأخرى مباني سكنية ومسطحات مزروعة، على غرارها كانت ''الفيوم الجديدة''، أشارت اللوحة على الطريق إلى ''مصر أسيوط الغربي'' أو ''بني سويف/أسيوط'' هكذا يلقبه قاطنو المنطقة، بالقرب من القرية الأولى ''الأم'' كما يصفها أهل ''الأنصار''-قرية متكاملة من جمعية ووحدة صحية ومركز شباب- من صاحبي الأراضي، كانت محطة ''سدمنت الجبل''، حيث تكمن المشكلة.

محطة ري رئيسة على ''بحر يوسف'' يُطلق عليها ''أ''، في البداية كان تصميمها لتغطية 1500 فدان زمام المرحلة الأولى، لكن مع تطور الأمر للمرحلتين باتت المشكلة في الظهور حتى مع إنشاء خمس محطات فرعية في 2011على امتداد المسافة المقطوعة بين القرى، يصطف على الجانب الموازي لها ''مساقي'' بامتداد 2 كيلومتر، مهمتها تنظيم وصول المياة إلى الأراضي، عليها مراقبين زراعيين يتولون الأمر.

لافتة نال منها الزمن، بالأتربة الكاسية لها، ونقاط الحروف الساقطة عنها، بدا وجود ''مواسير'' ضخمة تقتطع المسافة المحيطة بمبنى المحطة الذي تم افتتاحه عام 1996 كما تشير اللافتة المجاورة للمدخل. ''وحدة طواريء'' حل تم العمل عليه مؤخرًا بعد العديد من الشكاوي التي رفعها الخريجون، تم طلبها منذ عام ونصف لتأتي في آخر شهر مارس الماضي، وكذلك ''عمرات'' تم التقديم عليها بشهر يناير لم تأتِ إلا في مارس.

الحديث عن ''العمرات'' كثيراً ما تردد على لسان فني المحطة ''حسن عبد الحميد''، 12 عامًا منذ التحق بها، ''24 ساعة شغالة'' قال الرجل الخمسيني عن عمل المحطة، وحدات ثلاث يراقبها ''عبد الحميد'' عبر مؤشرات الكهرباء التي في الغالب ما تتوقف على ''200 أمبير'' لوحدتين، بينما الثالثة ''الاحتياطية متوقفة، ''باليل بدورها من عاشرة لغاية 2 الصبح'' يقول الرجل ذو الجلباب والطاقية الرماديتين. دفتر ورقي هو ما يستخدمه فني المحطة لتسجيل ساعات العمل أو الأعطال، مؤكدًا أن الصيانة تتم يومياً.

التوجس كان مصير السؤال عن حال المحطة بينما التأكيد أن قدرتها 1500 فدان خلاف الواقع الذي هو أكثر من 3 آلاف فدان بات محسومًا، التأخير في وصول وحدة الطوارئ التي وصفها الخريجين بـ''المُسكن'' سببه عند فني المحطة ''أصلهم بيجيبوا الحاجات دي من بلاد بره وده بياخد وقت''، 5 أفراد سعة عمال المحطة بين فني وملاحظ وكهربائي ليس بينهم حارس، ''إحنا اشتغلنا في ضرب النار هنا''، لا وسيلة لعمال المحطة التي تتعرض للسرقات غير ''إن جالنا حد هنطسه بالطوب لإما هنسيبه ونجري'' على حد تعبير ''شعبان حسين'' أحد عمال المحطة بينما القلق يملأه، ناظرًا لفني الكهرباء الذي يتولى تركيب كابلات خاصة بوحدة الطوارئ ''لو شموا خبر إن أسلاك الكهرباء دي موجودة هيجوا ياخدوها''.

حكومات متعاقبة دق الخريجون أبوابها بحثًا عن حل لكن دون مجيب، فما كان لبعضهم غير استخدام مياه الصرف الصحي لري الأرض لعدم كفاية المياه، على حد قول ''عبد الجواد''.

''بنركب وحدات طوارئ''، أكد ''مصطفى أبو زيد'' رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء التابعة لوزارة الري، موضحًا أن الصيانة أنواع منها ما يتم بشكل يومي وما هو كل 10 آلاف ساعة، وهذا يتطلب ''عمرات''.

وصرح ''أبو زيد'' أنه تمت الموافقة على مشروع إنشاء محطة ري جديدة بالقرب من المحطة الرئيسية، وطرحت المناقصة عليها مايو الماضي، ووضع ميزانية لها 45 مليون جنية، والمتوقع الانتهاء منها خلال 24 شهر على حد قوله، مؤكدًا وضع اعتبار ''احتياطي'' للزمام الذي تخدمه المحطة الجديدة بحيث تكون قدرتها أكثر من ثلاثة آلاف فدان.

كثير من الشكاوي تم توجيها إلى قطاع استصلاح الأراضي، وعنها قال ''محمد عبد الحليم'' رئيس الإدارة المركزية للتوسع الأفقي بقطاع استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة إنها لن تنتهي ''مش إحنا هنحط وحدة إضافية وهتشتغل وبرضه الناس هتشتكي عادي''.

وأوضح ''عبد الحليم'' أن هناك محطتين تروي 6 آلاف فدان، ''ميانة'' و''سدمنت الجبل''، وترجع المشكلة لطاقة المحطة التي ضعفت مع الوقت ''مهما عملت من صيانات إمكانيتها قلت'' لذلك طالب القطاع مصلحة الميكانيكا والكهرباء عمل وحدة طوارئ جديدة.

''يعتبروها ما يعتبروهاش إحنا في مصر الغلبانة'' هكذا علق رئيس الإدارة المركزية على اعتبار الخريجين هذا الحل ''مُسكن''، مؤكدًا أن استصلاح الأراضي يضغط على وزارة الري لمسئوليتها اتجاه المنتفعين في حين أنها ليست مسؤوليتهم، حسبما قال.   

لم ينكر ''عبد الحليم'' وجود قصور وعجز مع وجود محاولات مستمرة للتطوير موضحًا أن الاختصاص الأكبر في المسألة يقع على وزارة الري لكن قطاع الاستصلاح يتدخل للحل، فالمخاطبة والطلب تكون بالمحاباة وليست الأوامر المباشرة قائلاً ''نروح للري ونقولها والنبي اعملي كذا''، هكذا تسير الأمور وفقًا له.

سبع صور ترصد أوجاع أطفال المنطقة.. ''الحرب لا تعرف الإنسانية''

التعليقات