كتبت - يسرا سلامة:
انفجار مدو لم يخلف سوى الجرحى والضحايا، هز مدينة ''شرم الشيخ''، وأسفر عن عدد تجاوز الأربعين شخصًا بين الحياة والموت، بعد حادث على الطريق، ليطلبوا من خالقهم الشفاء، ومن البشر ''نقطة دم'' تنقذ أجسادهم المنهكة بشظايا الحادث.
الحاجة إلى أكياس الدم انتشرت في أوساط المدينة، سمعت بها شقيقة ''عماد حواس''، صاحب مبادرة ''هاتها ما ترميهاش''، والتي تجمع العلب المعدنية المستعملة وتوفير أموالها من أجل توفير الدم للفقراء، خاصًة لمرضى الثلاثيميا ومرضى الغسيل الكلوي لإستمرارية احتياجهم للدم، ليتحرك ''عماد'' ومن معه في الحملة لخدمة ضحايا شرم الشيخ، وبصوت منهك تحدث ''حالات الطوارئ أحد أهداف الحملة أيضًا''.
الأمر لم يبدأ من قريب، كانت الفكرة تداعب خيال الشاب العشريني منذ خمس سنوات، مروره على عربات التبرع بالدم ورؤيته لنداءات متكررة بالتبرع من المارة دون إجابات إلا ما ندر، ألح عليه السؤال ''لماذا لا يتبرع الجميع؟''، حتى عرف أن الأزمة أزمة ''ثقة'' بين المتبرع وبنوك الدم، ''دول بيبيعوا دمنا'' عبارة ترددت على أذنيه كثيرًا من متبرعين، ليسعى بتلك الحملة لعودة الثقة في ثقافة التبرع مرة أخرى، ليقول ''الشعب جواه الخير والتبرع، لكن لازم يثق في الجهة المانحة له الدم''.
خطوة بخطوة عرف الشاب العامل بالتسويق أن بنوك الدم المصرية تحصل على أموال نتيجة لنفقات تحليل الدم، ليصل الكيس الواحد إلى 120 جنيه، بواقع تحمل الدولة تكلفة 80% من التكلفة، والمريض 20%، ليضيف ''عماد'' أن الروتين وبطء الإجراءات يجعل من حصول المرضى على أكياس الدم أزمة كبرى، فلا تستقيم عملية التبرع دون وجود كيانات أهلية مثل رسالة وحملة فصيلتى وغيرها، من أجل تزويد بنك الدم بالمتبرعين من ناحية، ومساعدة الحالات العاجلة من المحتاجين من ناحية أخرى.
''لازم نخلى الدم في مصر ببلاش'' .. هدف كبير تسعى إليه الحملة، والمدعومة من أكثر من 75 شابًا من المتطوعين، يجمعون العلب المعدنية، من القهاوي والكافتريات وبيعها، وبأموالها توفير الدم للمحتاجين، والمدعومة أيضًا من فنانيين مثل سفيرة الحملة ''منى زكي'' وأخرين من نجوم السياسة والرياضة، ليذكر صاحب المبادرة إن الحملة لم تعتمد على التبرعات بشكل أساسى؛ لإنها غير مستقرة التمويل.
يرى ''عماد'' إن على الشباب أن يثق في التبرع مرة أخرى، ليتوازى ذلك مع ''عودة الضمير'' لموظفي بنك الدم المصري، والتسريع بإنقاذ الحالات العاجلة، ليشير أن أحد السيدات كانت تحتاج الدم لتلهت وراء رئيس الوزراء في أحد جولاته، لتحصل في النهاية على الكيس، ليقول ''الدم ظهر فجأة، لكن كام شخص لا يستطيع الوصول إلى رئيس الوزراء؟!''.
عدد من الفاعليات والدعايا تقوم بها الحملة، من أجل حث الشباب إما الإنضمام كمتطوعين لجمع المواد المعدنية، من خلال عربة صممتها الحملة خصيصًا لهذا الشأن، أو انضمام الشباب كمتبرعين بالدم، لتكون حلقة وصل تصله ببنك الدم المصري مباشرًة، ليذكر أن حلمه أن يتم توحيد جهود كل الجهات التي تعمل على جمع الدم في مصر، وأن يكون ذلك من وزارة الصحة، من أجل تنسيق الجهود المبذولة من كل الجمهيات والمبادرات.
كما تعتزم الحملة في الأيام القادمة أن تتوجه إلى قناة السويس، من أجل التوعية بالتبرع بالدم، مع توجيه الدعوة إلى رئيس الجمهورية ''عبد الفتاح السيسي'' من أجل التبرع بالدم، ومنها يتم تشجيع الشعب على تلك الثقافة، فيقول مؤسس الحملة، ''عايزين نربط التبرع بالدم بفكرة الحياة والمياه في قناة السويس، بالإضافة إنه مهم لمستقبلنا إنه يتم القضاء على فكرة فقر التبرع الموجود في مصر''.
بالصور..صاحب جائزة العرض الأول للتمثيل الصامت: ''الماسك'' سبب سعادتي