كتبت - يسرا سلامة:
بوجه بدى عليه الإعياء، وزي برتقالي ارتداه تحت الإجبار، كان الوجه الأخير للصحفي الأمريكي جيمس فولي مراسل صحيفة جلوبال بوست، إثر ألقاء القبض عليه من قوات الدولة الإسلامية في الشام والعراق، لتعلن في فيديو تم تسريه إن القبض عليه جاء نتيجة غارة أمريكية على قوات ''داعش''.
تحت عنوان ''رسالة إلى أمريكا'' يبث الفيديو الأخير لـ''فولي'' بجوار أحد الاشخاص الملثمين، ليقول بلغته الأمريكية رسالة ''أطلب من أصدقائي وعائلتي أن يقوموا على الحكومة الأمريكية التي قتلتني حقًا''، ليتم ذبحه وقطع رأسه أمام الكاميرا، ويتم حذف الفيديو عقبها من على الانترنت، والتي وصفته جريدة ديلي ميل بأنه حديث بالإكراه ضد بلده.
رحلة الصحفي الأمريكي المغامر لم تكن في البداية من الأرضي التي وصلت إليها أذرع الدولة الإسلامية، وإنما كانت من بدء الصراع في ليبيا، وقت أن تتبع بكاميرته أحداث الثورة على نظام ''القذافي''، لتصل به المغامرة إلى أرض الشام تحديدًا في حلب، ليتم إلقاء القبض عليه في نوفمبر 2012.
لم يتوقف النداء للمطالبة بالإفراج عن ''فولى'' طوال مدة احتباسه، رسائل من أهله ومحبيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل صفحة ''الحرية لجيمس فولي'' ظلت توجه النداء إلى الجميع، لتوجه والدته ''ديانا'' رسالة عقب الفيديو الأخير ''نحن فخورين بابننا ''جيمس''، فهو أعطى حياته لكل من يعاني في سوريا، ونشكره عل كل المرح الذي أعطانا إياه، فهو رائع كصديق وأخ وصحفي''، لوجه الرسال إلى المختطفين بالإفراج عن باقي المختطفين الأبرياء، مثل الصحفي ''ستيفن ستولف'' الذي ظهر في نهاية الفيديو، وتوعدت ''داعش'' بقتله.
وعقب ظهور الفيديو، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي ''إف بي أي'' بدء عملية تحقيقات مطولة من أجل معرفة المزيد من المعلومات عن قتل ''فولي''، لتعلن عائلته لاحقًا إن ربما يكون الفيديو مفبركًا، وإنه لا يزال على قيد الحياة، كلمات للرثاء عبر موقع التغريدات القصيرة ''تويتر'' ارسلها الكثيرون لـ''فولي'' مثل ما كتبه صديق له ''ماكس فيشير'' ''كان جيمس متفاني في البحث عن الحقيقة، وكان دائمًا ما يذكر الأشخاص بلفظ ''أخي'' عقب المقابلة الثانية''.
مداخلات تليفونية وصور واعمال إعلامية كان يمدها الصحفي الأمريكي لصحيفه جلوبال بوست، وغيرها من قنوات وجدت فيه السبيل لنقل الصراع الدائر على الأرض السورية، قام ''فولي'' بإعداد عدد من الأعمال الوثائقية، والتي حصدت عدد من الجوائز منها جائزة البولتزير، لينضم إلى أعداد من ضحايا مهنة البحث عن المتاعب.