كتب – علاء أحمد:
ممسكًا يده بيد سيدة يبدو عليها ملامح الشيبة، إذا نظر إليها البعض للوهلة الأولى يعتقد أنها أمه، ولكن ملامحها التي تُظهر جنسيتها، تقول عكس ذلك، فهو مصري وهي أجنبية، الشعر الأصفر الممتزج بالأبيض، والعيون الخضراء والجسم المليئ بالتجاعيد، يُظهر ما يرغب إخفائه فيها عن الناس.
تتعالى أصوات مختلفة لها مطالب مختلفة، "يا جماعة عايزين مترجم إيطالي".. "يا جماعة عايزين مترجم ألماني".. "أستاذ ممكن بطاقتك.. اشمعنى؟.. عايزك تشهد على جوازي ومش لاقي شهود"، كلمات اعتاد المتواجد في مكتب توثيق الأحوال الشخصية "أجانب"، بوزارة العدل أن يسمعها.
الشاب العشريني الذي يحمل بين يديه جواز سفره، و في قلبه رغبة لترك جنسيته و بلده و السفر خارجها، يرمي آماله على سيدة يناطح عمرها عمر أمه.. نصيحة أعطاها له أحد أقاربه المتزوج من روسية، أن الروسيات يفضلن الزواج من الشباب المصريين، الذي يرتبط في أذهانهم بصورة الفرعون المصري القديم، و نصحه أن يتزوج من غير مصرية حتى يحصل جنسية زوجته، ويسافر معها إلى بلدها، و التي يرى أنه سيتحسن وضعه الاجتماعي فيها، هاربًا من بطش الظروف الاقتصادية والاجتماعية في بلده، هاربًا من تكاليف الزواج، ومطالبه التي يراها مبالغ فيها.
مكتب توثيق الأحوال الشخصية "أجانب"
يعتبر مكتب توثيق الأحوال الشخصية "أجانب"، هو المكتب المختص بعقد الزواج بين المصريين و غير المصريين، داخل وزارة العدل.
قال أحد موظفي المكتب، رفض ذكر اسمه، إن حالات الزواج الأكثر هي حالات زواج الرجل المصري بغير مصرية، و إن أكثر الجنسيات التي يُقدم المصريين على الزواج منها مؤخرًا، السوريات، مضيفًا أن حالات زواج المصريات بغير المصريين قليلة مقارنة بالحالة الأولى.
ويضيف الموظف، "في أغلب الحالات يأتي الشاب بمفرده، أو بصحبة صديق له، ومعه من يتزوج، ويستمر مسلسل كل يوم وهو البحث عن شهود"، مشيرًا إلى أن طلب الشهود المتكرر أدى إلى استغلال الأمر من قبل البعض، فيقومون بالشهادة على العقد بمقابل مادي، "الأمر الذي نسعى إلى إنهائه، و منع تواجد هؤلاء المستغلين داخل الوزارة".
و رجح علماء النفس و الاجتماع انتشار ظاهرة العنوسة وتفاقمها في أي دولة في العالم، إلى زواج الأجنبيات، و أشارت دراسة، أن زواج المواطنين من أجنبيات سبب وراء انتشار العنوسة، و بخاصة في الدول العربية، بجانب المغالاة في المهور وتكاليف الزواج التي تكون في عدم استطاعة الشاب.
و أشار الخبراء إلى أن الأجنبيات تكون عامل جذب للشاب، لأنها تطالب بالمهر، ولا تهتم بتكاليف الزواج، على عكس السائد في مجتمعاتنا من بعض الأسر.
وبحسب الإحصائية الأخيرة لعام 2012، التي أجراها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، حول زواج المصريين بغير مصريات، على الأراضي المصرية، أن عدد المصريين المتزوجين من غير مصريات "3728 حالة زواج"،
وهي كالآتي: "سوريات 112"، "فلسطينيات 451"، "سودانيات 71"، "سعوديات 42"، "كويتيات 4"، "أردنيات 100"، "ليبييات 76"، "جنسيات عربية أخرى 817"، "الجنسيات الأخرى 2046"، و "الجنسيات الغير مبينة 9".
و عن أن زواج المصري بغير مصرية، يمنعه من أداء الخدمة العسكرية، و أنها وسيلة للهروب من تأدية الخدمة، أكد مصدر سيادي في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، أن حالات الزواج من هذا النوع لا تؤثر على أعداد المتقدمين لتأدية الخدمة العسكرية بالقوات المسلحة المصرية، حيث أن القوات المسلحة كل تستقبل دفعات كبيرة من المتقدمين لتأدية الخدمة، فيكون هناك تخمة في الأعداد، مشيرًا إلى أن قوانين الالتحاق بالخدمة العسكرية تمنع أن يكون الأبوين غير مصريين أو الزوجة غير مصرية