القاهرة - (مصراوي):
أثار استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة
بالهند، تساؤلات حول هذه الطائفة ''المنغلقة على نفسها'' والتي نادرا ما تتعامل مع الإعلام.
معلومات قليلة عن الزيارة ساقتها وسائل الإعلام المصرية منقولة في معظمها عن الوكالة الرسمية، تفيد بترحيب الرئيس عبد الفتاح السيسي بسلطان
البهرة في زيارته الأولى إلى مصر منذ توليه هذا المنصب في يناير 2014، مشيدًا بالجهود التي تبذلها طائفة البهرة لترميم المساجد الأثرية في مصر، منوها بإجراءات تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات، وذلك في ضوء اشتغال طائفة البهرة بالتجارة واهتمامهم بالاستثمار في مصر، ولاسيما في مجال المنتجات الغذائية وصناعات الورق والرخام.
ويبدو أن سلطان طائفة البهرة خالف ما درجت عليه الطائفة منذ سنوات، من الامتناع عن الانخراط في الشئون السياسية واعتناق مبدأ ''التقيّة''
والابتعاد عن الظهور الإعلامي، حيث أكد سلطان البهرة، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام مصرية، دعمه وتأييده لإرادة الشعب المصري، متمنيا لمصر
كل التوفيق في المضي قدما لتنفيذ المشروعات الاقتصادية الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها، مشروع قناة السويس الجديدة، وتنمية محورها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى تقديم مساهمة في صندوق تحيا مصر للنهوض بالاقتصاد المصري، تقدر بعشرة ملايين جنيه، بحسب ما
صرح به السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، منوها إلى العلاقة الروحية التي تربط بين أبناء الطائفة ومصر التي تضم في
رحابها الكثير من مساجد آل البيت، ومنوهًا إلى العديد من الجهود التي تبذلها الطائفة في مصر في مجال ترميم المساجد الأثرية والأعمال الخيرية.
من هم البهرة:
يذكر أن جماعة الُبهرة ''بضم الباء'' يعنى التجار حيث ينشرون الدعوة، وهم يعملون بالتجارة، حيث أصبحت لهم تجارة كبيرة في ماليزيا ونيروبي ودار
السلام وزنجبار وأنهم استوطنوا اليمن ومصر والهند وباكستان. كما أن الدعوة التي ينشرونها تزعم أن ''الإسلام سبع دعائم وهى الولاية والشهادة والصلاة والصوم والحج والجهاد والصدقة''، ويزعمون أن هناك نبي الله البرهاني يعيش في دبي.
كما يزعمون أن ذكر الإمام البرهانى ورد في القرآن حين قال الله (يا أيها الذين آمنوا قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا).
عدد أتباع طائفة البهرة حول العالم يُقدّر بمليون شخص غالبيتهم في اليمن والهند، وأعداد تلك الطائفة في مصر يُقدّرها البعض بـ 10 آلاف، ويتزايد
عددهم منذ عهد الرئيس السادات وعلى مدار أكثر من 40 عاماً مضت، وسُمح لهم بالتملك داخل مصر وإقامة فنادق خاصة بهم وترميم مساجد
إسلامية تابعة لعصر الدولة الفاطمية مثل مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله الفاطمي.
مذهب طائفة البهرة منغلق على نفسه وهو مذهب غير دعوي وغير معلن يرفض الدخول إليه حتى لا تنكشف أسرارهم، وإن كانوا يتوافدون على
مسجد الأقمر إلا أنهم لا يُقدّسونه وهم لا يصلون الجمعة على اعتبار أن الإمام غائب.
جاءت طائفة البهرة إلى مصر في أواخر السبعينيات في عهد الرئيس السادات وبدأت في الازدياد في فترة الثمانينيات، وقد اتجه البهرة فور وصولهم إلى مصر إلى القاهرة الفاطمية، وأقاموا فيها وبدأوا رحلة البحث عن مراقد وآثار الفاطميين والعمل علي بعثها وتجديدها.
وكان من أشهر الآثار الفاطمية التي قام البهرة بتجديدها في مصر مسجد الحاكم بأمر الله المسمى بالجامع الأنور الملاصق لسور القاهرة من الجهة
الشمالية بجوار بوابة الفتوح، وهو من أضخم مساجد القاهرة، وقد استخدمه صلاح الدين الأيوبي ومَن بعده من ملوك الأيوبيين بعد أن تم إغلاق
الجامع الأزهر، ولا تقتصر مهمّة البهرة في مصر على آثار الفاطميين وحدهم بل امتدّت لتشمل مراقد آل البيت، فقاموا بتجديد مرقد السيدة زينب
بالقاهرة ومقصورتها، كما جدّدوا مقصورة الحسين.
ومن المعروف عن البهرة أنهم من كبار التجار ويقولون إنهم أحفاد الفاطميين، هاجروا أثناء الحكم الأيوبي وتنقلوا في البلاد حتى استقروا بالهند.
وتُقيم طائفة البهرة شعائرها علناً في مسجد الحاكم بأمر الله، ويفصل بينهم وبين أهل السنة في هذا المسجد ستائر أثناء الصلاة، فكل له صلاته التي
تختلف عن الآخر .
ويسير البهرة في شكل جماعات بشوارع القاهرة وترتدي نسوتهم زيّاً يختلف عن المصريين وكذلك رجالهم ممن يرتدون الجلباب القصير والبنطلون
والطاقية البيضاء المزركشة، وهم لم يكتفوا بمجرّد الإقامة في مصر وبجوار القاهرة القديمة بل اتجهوا إلى أقامه المشاريع التجارية داخل مصر وأقامه
مصانع بمدينه 6 أكتوبر، وبعضهم اشتروا بيوتاً ومحلات تجارية في الشارع القديم الذي يشق قلب القاهرة القديمة والمسمى بشارع المعز لدين الله الفاطمي.
البهرة يُوجدون في مصر منذ عام 1979عندما سمح لهم الرئيس السادات بدخول البلاد وترميم مسجد الحاكم بأمر الله وتعامل معهم بشكل طيّب،
ويعتمد تواجدهم في مصر على تقديس الحاكم بأمر الله، حيث يعتقدون أنه حي وسوف يعود ذات يوم من خلال حائط موجود داخل مسجده، رغم أن
من المعروف أن الحاكم بأمر الله قُتل على يد أخته ست الملك.
وتعود نشأة تلك الطائفة إلى عام 548 هجرية حيث حدث انقسام بين أولاد الحاكم من المستعلية والنزارية وانقسمت المستعلية إلى البهرة والأفغانية
وخرجوا جميعاً من مصر عقب مجيء صلاح الدين الأيوبي الذي أنهى الوجود الشيعي في مصر إلا أن الرئيس السادات سمح لهم بالعودة إلى مصر
وتجديد مسجد الحاكم بأمر الله لما كان يربط السادات من علاقات طيبة بشاه إيران.
البهرة لا يُظهرون شعائرهم إلا أن أعدادهم تتزايد، و هم فئة متمايزة في الشعائر والملبس والطقوس والانغلاق، وتتزايد أعدادهم داخل مصر التي
يمتلكون فيها القصور والعمارات ولا يذهبون إلى المدارس في مصر، بل يُدرّسون لأنفسهم ولا يُريدون الشهادات من أحد، وذلك من أسرار المذهب ولا
تزال مخطوطات الطائفة لا يُسمح بطبعها والاطلاع عليها.
ويعتنق البهرة المذهب الإسماعيلي وفي عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الإمامية في شيء سوى الاعتراف بستة من الأئمة الاثني عشر فقط، من الإمام علي حتي جعفر الصادق ويأخذون بقيه أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق، ولأجل ذلك سُمّيت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية تميّزاً لها عن الشيعة الإمامية التي تعتقد بوصيّة جعفر لابنه موسى الكاظم.
بعد سقوط الدولة الفاطمية في مصر ظهرت الإسماعيلية الشرقية النازارية التي انقسمت إلى الأغاخان، والبهرة التي تعمل بالتجارة وينتشرون في
مدارس بالهند وكراتشي في باكستان وذهب عدد منهم إلى اليمن نهاية القرن الرابع، وهي فئة أكثر تديّناً من الأغاخانية ولهم خدمات اجتماعية في مصر
التي دخلوها في عصر السادات فهم الذين أقاموا دربزين السيدة زينب من الفضة الخالصة، وقاموا بتجديد مسجد الحاكم بأمر الله.
البهرة فئة أقل انحرافاً من الأغاخانية، فهم يُواظبون على الصلاة والصيام ويرتبطون ارتباطاً وثيقاً بمصر كونهم فاطميين حكموا البلاد لثلاثة قرون.
طائفة البهرة في مصر والعالم تعتبر المعز لدين الله الفاطمي مقدّسا وهي فئة باطنية يقولون ما لا يفعلون، فالقول عندهم شيء والفعل شيء آخر
،ومؤلفاتهم سرية غير متاحة للجمهور وكل فكر باطني يحتوي على كتب بها إشارات ورموز مثل كتب السحر لا يُفهم منها شيء سوى أبناء الطائفة.
البهرة من أغنى الفرق الدينية في العالم، ويُعلنون دائما أنهم لا يتدّخلون في السياسة.
صفات البهرة
يوقر البهرة زعيمهم بشكل كبير ويسمونه مفضل سيف الدين. يتسم البهرة بوحدة الزي للنساء كما أن هناك زي موحد للرجال، ويتميزون بأنهم
مسالمون ولا يختلطون كثيراً إلا مع أتباع طائفتهم وإن كان الاختلاط لا يمكن تجنبه نظراً لعملهم بالتجارة.
يقوم أعضاء الطائفه بجمع مبلغ شهري من كل الأعضاء للإنفاق على المشاريع المشتركة وذلك يعتبر مصدر التمويل.يصل عدد أتباعها في العالم إلى
مليون ونصف المليون شخص مركزهم الرئيسي في بومباي ويتواجد غالبيتهم في اليمن والهند ويحرصون على إقامة علاقات جيدة مع الحكام.
وفي كل عام يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة ''الداؤوديين'' إلى منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء بحوالي 90 كم لزيارة ضريح حاتم محيي الدين
البُهرة هي الوسط من كل شيء، أو الوسط من الطريق، وهو في الأصل اسم لقبيلة من اليمن، والبهرة فرقة باطنية وهم إسماعيلية مستعلية يعترفون
بالإمام المستعلي ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب ولذا يسمون بالطيبية وهم إسماعيلية الهند واليمن تركوا السياسة وعملوا بتجارة البهارات ووصلوا إلي
الهند وانتشر فكرهم الشيعي فيها وكذلك في بنجلاديش وباكستان واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة.
والبهرة لفظ هندي قديم بمعني التاجر في اللغة الكجراتية الهندية.، ويطلق عليهم رجل الشارع اليمني اسم المكارمة.لكنهم في الاصل داؤودين وهم أبناء شرقي حراز اما من يطلق عليهم المكارمه فهم يقطنون غربي حراز كالمزانعه وكاهل وشبام واسمهم السليمانيون وهم المكيصاراسيمة، لكن داعيهم ليس محمد برهان الدين بل اسمه سليمان وهو يقطن في تنجان بالمملكه العربية السعوديه.
وسلاطين البهرة هم النواب ورتبهم الدينية هي رتبة الداعي المطلق، واشتُهروا بالسلاطين في اليمن والهند، وهم دون الأئمة رتبة، والعصمة للإمام ومن
ينوب عنه من الدعاة حتى لا يخرج عن المذهب.
بالتفاصيل .. 7 قرارات من السيسي لتطوير التعليم في مصر والتنفيذ فوراً