كتبت- يسرا سلامة:
لم يمر على فض اعتصامي رابعة والنهضة بضع شهور، إلا وقرر قيادات من جماعة الإخوان المسلمين وعدد من مناصريها بنقل اعتصام ''رابعة'' على النايل سات، فلم يكتف مؤيدي ''مرسي'' بقنوات داعمة لهم مثل قناة الجزيرة القطرية، ليتم تدشين قناة ''رابعة'' كصوت للاعتصام، بدأ منذ الأول من ديسمبر العام الماضي.
من العاصمة التركية ''أنقرة'' انطلق البث، وظهر الدعم التركي لأصحاب القناة، لتظهر على شاشتها من تربعوا على منصة ميدان رابعة العدوية قبل الفض، مثل الشيخ محمد عبد المقصود القيادي بالجبهة السلفية، والقيادي السلفي عاصم عبد الماجد، والفنان ''وجدي العربي''، والشيخ ''وجدي غنيم'' والشيخ ''سلامة عبد القوي''، كما بدأت القناة افتتاحها بالشيخ ''يوسف القرضاوي'' بدعوة للناس أن يكونوا مع القناة ومؤسسيها.
ونجحت سلطة المال في أن تفتح لمناصري الجماعة شاشة متلفزة تنقل آرائهم، لكن سلطة النفوذ لم تفلح في ذلك في بداية الأمر، التي كان من المقرر إطلاقها من العاصمة اللبنانية ''بيروت''، لتحتضنها تركيا، بعد أن لجأ إليها عدد من قيادات الجماعة إثر هروبهم ''ما حدث في مصر انقلاب عسكري دموي'' كان شعارًا رئيسيًا تبثه القناة بشكل مباشر وغير مباشر.
''المصريون عبيد البيادة''، ''شعب العلمانيين والراقصين''، ''الفراعنة من عبادة العجل إلى عبادة السيسي'' .. كلها ألفاظ وتوجهات وردت بالقناة، بالإضافة إلى وصف فترة حكم ''مرسي'' بـ''فترة باكورة خير ورخاء وحرية لمصر''، وتقنيًا أكد ''ثروت مكي'' مستشار شركة ''النايل سات'' لـ''مصراوي'' إن القناة لا تُحمل على قمر النايل سات، وإن التردد المنشور للقناة تردد خاص بالقمر الفرنسي ''يوتل سات''، لا علاقة له بالشركة، وإن الشركة لا تسمح ببث قنوات الفتنة والتعصب من خلالها.
الإنتقادات للقناة استمرت مع الظهور الأول لها، من عدد من خبراء الإعلام، ليذكر الخبير الأعلامي ''ياسر عبد العزيز'' إن القناة تُعد ''دوبلير'' لقناة الجزيرة القطرية، بعد ضغوط عليها من السعودية والإمارات، ليتم سحب الزخم من قناة الجزيرة، ومحاولات من الجماعة لإثارة الغبار في الإعلام من خلال قناة ''رابعة''، بعد أن تم تقويض أنصار ''مرسي'' من الجماعة.
وانتقلت قناة ''رابعة'' على ساحة القضاء المصري، حيث قام المحامي ''سمير صبري'' برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري من أجل وقف القناة، ومنع استقبال إشارتها، ليذكر ''صبري'' لـ''مصراوي'' إن القضية في انتظار تقرير هيئة المفوضين قبل الحكم النهائي في سبتمبر المقبل، عقب تأجيلها.
ويضيف ''صبري'' إن القناة لا تُبث في مصر، لكن توجد شبكات تقوية لها في مصر، مقابل أموال تُدفع لمصر، بحسب قوله، الأمر الذي رد عليه مستشار النايل سات ''ثروت مكي'' إنه كلام لا أساس له من الصحة، وإن قنوات النايل سات لا تحتاج تقوية، والقناة تُبث كليًا من تركيا، ولا يد لمصر من أجل وقفها، و حتى وإن صدر حكم بغلق القناة، فإن ذلك ليس من سلطة الدولة المصرية.