كتبت- أماني بهجت:
بجانب الجرحى والمصابين وجد مكانه، لم يبرحه قط حتى انتقلت روحه إلى بارئها وهو يؤدي عمله. لم يهتم يوماً بمن يُسعف، لم يسأل عن توجهه أو مهنته، هو ملاك للرحمة يمشى على الأرض هوناً، يضمد جراح المصابين ويخفف من آلامهم.
"إبراهيم مصطفى سيد العزب" شهيد الإسعاف في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية. تواجد مع زملائه المسعفين يؤدون واجبهم بكل بسالة في ظل زخات الرصاص المتطاير والغاز الذي عبأ سماء المكان، بدون واقي من الرصاص ولا خوذة، على خط النار وقف يؤدي عمله، حتى أطاحت به رصاصتين أحدهما في الرأس والأخرى في العمود الفقري ليسقط مصاباً، يحاول زملاؤه مداواته، قبل أن يضحي شهيداً فور وصوله للمشفى.
ويظل التناحر قائماً بين الجانبين، رواية الداخلية أن من أطلق الرصاص على "إبراهيم" هم الإخوان، ويُصر الإخوان على روايتهم بأن الشرطة هي من أردته قتيلاً لمنعه من مساعدة المصابين. شهيدٌ للواجب هو إبراهيم، لكن تضارب الأقاويل والروايات حول من أطلق الرصاص على رأس إبراهيم جعل من معرفة دمائه ومن يتحملها معلومة صعبة المنال.
"إبراهيم عزب" المسعف بهيئة الإسعاف المصرية، مسقط رأسه طنطا بمحافظة الغربية، شيعته جنازة مهيبة خرج ما يقرب من 50 سيارة إسعاف لتوديعه لمستقره الأخير بعد أن استشهد وهو يؤدي واجبه. بعد مرور عام كامل على استشهاده متأثراً بإصابته، لم يعلم أحداً مين أين جاءته الرصاصة القاتلة التي فتكت بعمره، وتبادل الطرفان مجدداً الاتهامات وكال كل صاحب وجهة نظر الاتهامات للجانب الأخر وبقى "إبراهيم" وحيداً، قُتل دون أهله وماله وعرضه في سبيل إنقاذ أرواح أخرى، فخرجت روحه مودعةً للعالم تاركةً ورائها صراع بين طرفين مازال مستمراً حتى الآن، يتقاذف الأفراد الاتهامات ولكن ما من حقيقة واحدة وضحت جلّياً.
صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دشنها أصدقاؤه وأسرته حتى يتمكنوا من تذكير الناس بفيقدهم، كغيره من الشهداء ما تبقى من ذكراهم نعي إليكتروني ودعاء بالرحمة له وبالصبر.