كتبت- يسرا سلامة:
من الأصبع الأربعة لرئيس الوزراء التركي رجب أردوغان انطلقت إشارة ''رابعة''، عقب فض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي، لتصبح السبيل لهم للتعبير عن تأييد الإخوان، ورفضًا لما وقع من أحداث دامية شهدها ميداني رابعة والنهضة لعملية الفض في الرابع عشر من أغسطس.
ميلاد الإشارة بدأ في مدينة ''بورصة'' غرب تركيا، في كلمة ألقاها أردوغان ضمن مراسم بدء العمل بمجموعة مشاريع لإعادة الإعمار، والإعلان عن خطة الحكومة التركية لتطوير المباني في عموم البلاد، لتنتشر عقبها الإشارة كالنار في هشيم الصفحات الإخوانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ملحقة بعبارة ''رابعة رمز الصمود''.
التصميم الذي يظهر باللون الأسود والأصفر قامت بتصميمه كلا من المصممة التركية صالحة إيرين والمصمم جهاد دوليس، حيث ذكرت صالحة في تقارير صحفية إن اللون الأصفر في التصميم يرمز للقدس الشريف، أما اللون الأسود فيرمز للكعبة المشرفة ولسيدة رأتها في ميدان رابعة تأثرت بها، ليمثل التصميم صرخة ضد المجزرة التي وقعت، حسب تعبيرها.
ولم يلبث ظهور الإشارة بكثافة، لتتبعها تعليقات ساخرة من عدد من المصريين، بجانب صور ساخرة من رابعة، مثل العبارات الواردة على لسان الرئيس الأسبق ''يأتيك من حيث تترافع أنت عن أن تتداخل معه''، أو ''القرد والقرداتي''، كما لم تتوقف الانتقادات من مصريين، ليخرج عدد من النشطاء الأتراك إشارة ضد سياسة أردوغان، وذلك للدلالة على الفساد المنتشر في الحكومة التركية.
وعلى أصابع قيادات جماعة الإخوان المسلمين خلف قفص الاتهام، انفردت الأصابع الأربعة على أيديهم، من يد محمد البلتاجي إلى المرشد العام محمد بديع، مرورًا بصفوت حجازي المقرب من الجماعة، إلى القيادي الإخواني عصام العريان، في إشارة منهم لرفض ما حدث، والتي ظهرت في عدد من وسائل الإعلام الغربية، كموقف دعائي منهم لرفض السلطة في مصر.
كما سببت إشارة رابعة عدد من الأزمات لرافعيها، مثل وقف اللاعب المصري محمد يوسف رمضان، عقب ارتداءه لـ''تي شيرت'' أصفر اللون يحمل إشارة رابعة، انتصارًا بفوزه بالميدالية الذهبية لبطولة ''الكونغ فو'' في مدينة سان بطرسبرج بروسيا، ليتم عقبها تجميد نشاط اللاعب من الاتحاد المصري للكونغ فو، بسبب إعلانه لموقف سياسي.
ومن الكونغ فو إلى مشجعي المباريات إلى المتظاهرين، أصبحت إشارة رابعة مطاردة من قبل الأمن، حيث قامت قوات الأمن الوطني المغربي، بتحويل مشجع مصري، و9 مغاربة في مباراة بين الأهلي والمغرب الفاسي الدولية عقب رفعهم لإشارة رابعة، وإلقاء القبض على خمس فتيات بالإسماعيلية في أكتوبر الماضي بسبب توزيعهن بالونات تحمل إشارة رابعة.
وسخر عدد من النشطاء وقت أن أطلق اللواء هشام شرابي المدير الأسبق للإدارة العامة للمصنفات الفنية تصريح إعلامي عقب اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية بأنه وفقًا لقانون العقوبات، فإن من يحمل أو يطبع أو يضع شارة رابعة، سيوضع تحت طائلة القانون، مما سخر منع البعض بوضع كلمة ''العلامة اللي بالي بالك''.