كتبت- دعاء الفولي:
لكل قصة مؤيدون، هم هشيم نارها، قد يكون ناشروها هم من يجب عليهم بث الحقيقة، بين وسائل الإعلام، مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات عامة تتحدث عن تفاصيل يحسبون أنفسهم الأعلم بها، تلك الأقاويل كانت الرئيس على الساحة المصرية أثناء اعتصام مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة.
لم تمر بين الحكاية التي تُروى واحدة تلو الأخرى سوى أيام قليلة، إما يتلوها البعض ضد الاعتصام، أو يتلفظ المؤيدون بها على منصاتهم، مر ما يقرب العام منذ انتشرت الأقاويل، ومن أولئك إلى هؤلاء تظل حكاياتهم أساطير، حتى تثبت صحتها.
أسلحة كيماوية ومتفجرات
بلاغ 11080 لعام 2013، قدمه أحد أعضاء حركة ''إخوان بلا عنف'' للنائب العام ضد مرشد الإخوان محمد بديع وبعض قيادات الجماعة، يتهمهم بإدخال أسلحة إلى الاعتصام فجر الخامس من أغسطس ''أسلحة متعددة الطراز روسية الصنع، صواريخ مضادة للطائرات، مواد شديدة الانفجار''، ذلك ما أورده صاحب البلاغ، موضحًا أن الجماعة استوردتها من الخارج عن طريق الحدود الليبية المصرية بواسطة قيادات في الجيش السوري الحُر، غير أنه حتى ذلك الحين لم يتم الكشف عن تواجد تلك الأسلحة عقب فض الاعتصام.
الوالدة ''يهودية'' واسمها ''مليكة''
لم يكن الأمر مُزحة أطلقها موقع يُدعى ''المرصد الإسلامي لمكافحة التضليل الإعلامي''، عندما قال إن والدة وزير الدفاع حينها ورئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي يهودية مغربية تُسمى ''مليكة تيتاني''، تخلت عام 1958 عن جنسيتها المغربية لصالح المصرية؛ كي يدلف الابن الكلية الحربية، وأن السيسي ترجع أصوله ليهود المغرب، على حد زعمهم.
انتشرت القصة بشكل واسع على مواقع التواصل وبين مؤيدي الاخوان المسلمين، أضحت سُبة تُستخدم ضده، فيما رد البعض عليها بأن الأخير اختاره مرسي كوزير للدفاع في عهده، كما أن شروط الالتحاق بالكلية العسكرية تقتضي أن يكون الابن لأبوين وجدين مصريين وليسا ''متجنسين'' بالجنسية المصرية.
جهاد النكاح
بدأت القصة بشائعات انتشرت على فيسبوك عن تطبيق جهاد النكاح باعتصام رابعة العدوية تحديدًا، خاصة بعد سؤال جاء لأحد الصفحات الدينية، يسأل عن مدى إتاحة تطبيق ذلك النوع من الجهاد في الاعتصام، لم تمر ساعات معدودة إلا وبدأت الأنباء تتوارد في المواقع الإخبارية، بعضها شهادات على لسان إحدى المنشقات عن الإخوان، بالإضافة لمقال نشره أحد الكتاب متحدثًا فيه عن حضوره لجلسة نشب فيها خلاف بين الزوجين بسبب ذلك الجهاد.
لكن الكاتب لم يذكر معلومات موثقة عن هوية الزوجين لحماية الأعراض، على حد قوله، وقد قوبلت تلك القصة الإعلامية بغضب شديد من مؤيدي مرسي، مدافعين عن أنفسهم أن الشائعات خرجت نكاية فيهم وليس لها إثبات.
مرسي راجع
على المنصة انطلقت ''البشائر''، دعاة مؤيدون لـ''مرسي'' وبعض قيادات الإخوان المسلمين، تحدثوا عن عودته للحكم مرة أخرى، وحتى من لم يذهبوا إلى الميدان كان لهم آراء مشابهة في وسائل الإعلام دون دلائل، منهم مجدي حسين رئيس حزب العمل الذي أكد في تصريح له أن ''مرسي راجع لكن هي مسألة وقت مش أكتر''، تصريح آخر خرج من الشيخ ''أحمد عبد الهادي'' أن أحدهم رأى حلمًا تأويله عودة مرسي ليحكم مصر ثماني سنوات، نبرة التأكد في خطاب الكثير من مؤيديه استمرت في صفوفهم حتى بعض فض الاعتصام.
قتل واختطاف
وصلت إلى مشرحة زينهم من اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بعض الجثث، كما أشارت المواقع الإخبارية حينها، كان ذلك عقب يومين من أحداث المنصة التي وقعت أواخر يوليو 2013، وتم اتهام المعتصمين بقتلهم بعد تعذيبهم، فيما أعلنت وزارة الصحة عن وجود جثث مجهولة الهوية ومشوّهة بالفعل، دون معرفة مرتكبي تلك الجرائم، من جهة أخرى تم العثور على جثة المواطن ''عمرو سمك'' في محيط ميدان رابعة، تظهر على جسده علامات تعذيب بالكهرباء، وحتى الآن لم تظهر دلائل جديدة عن هوية القتلة.
انقسام الجيش والأسطول الأمريكي
تكبيرات ترددت أصداءها، يرددها الجمع المشدوه بميدان رابعة العدوية بما يُقال، رجل صعد على المنصة، لم يكد يُكمل جُملته الأولى بالعربية، حتى تحدث الإنجليزية، ناقلًا خبر يقيني عن تحرك الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر لنجدتهم وكان ذلك خلال مليونية ''الزحف'' في أوائل شهر يوليو.
لم يخلُ الأمر من الحديث عن انشقاق قائد الجيش الثاني اللواء أركان حرب أحمد وصفي اعتراضًا على عزل مرسي، غير أن الأخير صرّح في حوار تليفزيوني بكذب تلك الشائعات قائلًا: ''مستحيل أن أنشق عن الجيش وعلى استعداد للموت فداء للوطن'' واصفًا الأقوال أنها ''مهاترات''.