كتبت- يسرا سلامة:
بأصابع مشتبكة كالوضع وقتها، كان هو أول مسئول رسمي يخرج على الشاشات، للإعلان عن ملابسات ما حدث عقب عملية فض ميداني رابعة والنهضة، في الليلة ذاتها عقب فرض حظر التجوال، ليستمر رئيس الوزراء حازم الببلاوي تسع دقائق عبر القناة الأولى، يصف خلالها مجريات اليوم بالعصيب، والقرار الأصعب بالفض.
وسطاء من الخارج، وأصحاب نوايا طيبة من الداخل بحسب ما ذكر ''الببلاوي'' في خطابه، لم يكفوا من أجل وقف سيل الدم، وابل من الأسباب ساقها رئيس الوزراء، الذي لا يمر حديث له إلا ويكرر ''أنا راجل اقتصاد''، في محاولة منه لتجنب مساوئ السياسة، ليشتبك رجل الاقتصاد في فترة انتقالية صعبة تمر على البلاد ''تحقيق حياة ديمقراطية سليمة، البدء في انتخابات نزيهة، تحقيق خارطة الطريق''، أسباب جرت على لسان ''الببلاوي''.
''الدفاع عن هيبة الدولة'' كان الضوء الذي يسير الببلاوي وراءه، ظل يدافع عن احترام الدولة في مقابل انتهاك الدستور والقانون عقب الفض، وجود أسلحة وقطع الطرق وترويع المواطنين، والاعتداء على الممتلكات العامة، كلها نقاط أوردها الرجل الأول في الحكومة -وقتها- عقب فض ميداني رابعة والنهضة بساعات.
بعد تفاصيل الفض، قرر الببلاوي أن يوجه الشكر لرفاق المهمة، من رجال وزارة الداخلية الذين تمكنوا من إعادة الأمن، وأمهل ''الببلاوي'' آخر دقيقة ليعبر عن حزنه الشديد لما جرى ''على أمل أن يسود العقل والحكمة لأن كلنا أصحاب البلد''، معبرًا أن فرض قانون الطوارئ وقتها ''أبغض الحلال''.
ردود أفعال بين الموافقة على قرار الببلاوي والرافضة له عقبت قرار الفض، البعض رأى موقف حازم لرئيس وزراء اتُهمت حكومته بالارتعاش والتردد، وتنفيذ للقانون، بينما قذفه آخرون بالانتقاد، خاصًة بعد انسحاب محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية حينها، ليخرج الببلاوي في تصريح يؤكد أن البرادعي كان موافقًا على فض الميدانين.
السيناتور ليندسي جراهام عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كان واحدًا ممن أطلقوا سهام النقد على حكومة الببلاوي، بعد جلسة مشتركة له مع الحكومة، ليصف ليندسي حكومة الببلاوي بـ''الكارثة''، ويقول مراسل ''نيويورك تايمز'' عن الحكومة ''لقد ظل يعظني بقوله: ''لا تستطيع التفاوض مع هؤلاء الناس، إلا إذا تركوا الشوارع واحترموا القانون''، فأجبته قائلا: ''إنه من الصعب جدا من شخص مثلك أن يلقي محاضرة حول القانون، كم من الأصوات الانتخابية حصلت عليها؟ أنت لم تخض أي انتخابات''. بينما نال قرار الببلاوي استحسان أخرين انتظروا بفارغ الصبر التخلص من الإخوان ولو بالقوة.
دخول صعب لرئاسة الوزارة، بعد الخروج الأول من بهوها في 2011 عقب توليه منصب مستشار أول حكومة بعد الثورة، وقتها كان ''الحلم'' كما يذكر رجل الاقتصاد محركًا له عقب الثورة، ليترك الوزارة عقب أحداث ماسبيرو لرفضه استخدام السلاح ضد المتظاهرين، وتختلف عن الوزارة الثانية الأكثر واقعية، مستلمًا إياها عقب رفض عدد من الشخصيات عقب ثورة 30 يونيو، ويستمر رئيس الوزراء دون الانتقادات، ليخرج من المشهد بصحبة وسام الجمهورية من الرئيس المؤقت عدلي منصور، تقديرًا لمجهوداته.
لمشاهدة الفيديو..اضغط هنا