
أعد الملف- إشراق أحمد ومحمد مهدي ودعاء الفولي:
كتاب الله كان السر؛ أعطاه الحياة، فوهب له محبة العباد، أفنى عمره مخلصا له، فاحتفظ له بسيرة عطرة. تعلم أن السمع والعقل موطنهما القلب، فانسابت الآيات منه في حنو على أفئدة مستمعيه، وكان له بفضله في كل محنة منحة؛ كُف بصره، فرُزق من نور القرآن البصيرة، سُلب منه صوته، فأثمرت دعوته ألا يتوقف عن التلاوة، وصدح قراءةً مُجودةً في كل بيت وبكل حين.
في تلك الليالي حيث ينقضي شهر القرآن، يبحث الكثير عن صوت عذب، يتبعه في صلواته عسى يُبصر للحظات الأخيرة ما قاله الله فيها ''وآيات من الهُدى والفرقان''، فيخفف القلب من أثقاله التي لاقاها طيلة شهور العام، وإذا ذكر القرآن، لازمه مُقرئيه، وإن ذُكرت التلاوة جاء الشيخ ''محمد رفعت'' متربعًا لها.
64 عامًا رغم رحيله إلا أن رمضان صار مرتبطا باسمه، ظلت الجموع تنتظر الأذان بصوته وقت الإفطار، ولأن سيرة ''سيد القراء'' زخرت بالكثير، فكان الختام يليق به.
''مصراوي'' حاول معايشة انقضاء شهر القرآن في حضرة الشيخ ''رفعت'' ومع صوته، يتلمس خطاه في كلمات أحفاد لم يروه، لكن تعلقوا بسيرته حتى المشيب، رسائل محبين رحل عنها لكنها ظلت بدفء ودها رغم السنين، مُحب عشق صوته فتغيرت حياته، وبات كأحد أفراد العائلة، سيرته في شارع سكنه الذي فارقه ولم تفارقه، تسجيلات تلاوته التي حفظت بفضل ''دعوة'' ناجى بها ربه فاستجيبت رغم رحيله.
''مصراوي'' يقفى أثر الشيخ في مسجده الذي أخلص له فبادله إياه، مدفنه الذي يقاوم النسيان، واقتنص 11 دقيقة لم تذاع من قبل للشيخ، تُبحر معها القلوب، وتُعيد الألسن لسيرتها الأولى حينما يتلو الشيخ فلا تجد إلا صيحات تتعالى في نفس واحد دون ترتيب مسبق.. ''الله''..
مصراوي مع حفيدة ''شيخ المقرئين'': هنا ''رفعت'' حي يرزق
كيف حُفظ تراث الشيخ ''رفعت'' من الضياع؟ السر في ''دعوة''
صفوت عكاشة.. السمّيع العاشق لـ''محمد رفعت'' (حوار)
مسجد فاضل باشا.. هنا تلى رفعت أول وآخر آياته
بالصور.. مصراوي يحصل على ''خطابات الود'' من محبي الشيخ رفعت
مدفن ''رفعت''.. صبّار يقاوم ''الركام''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا