كتبت – يسرا سلامة:
هدوء يخيم على منطقة الفرافرة، وغيره مماثل على المناطق الصحراوية والحدودية في بر مصر، لكن الحدود الهادئة والعزلة التي البرية يقطعها منذ الحين والآخر طلقات الرصاص الآر بي جي وسيارات الدفع الرباعي، لاستهداف كمائن للجيش أو قوات الشرطة، فمن شمال سيناء إلى الفرافرة، ليبقى الدم يروي الأرض بدماء أبنائها.
على مسافة تصل إلى 627 كم من القاهرة تبتعد ''الفرافرة'' بمنطقة الواحات، لتنضم لسلسة أماكن نائية في صحراء مصر، يطالها الإرهاب، بعد أن ذاعت شهرة المكان سياحيًا بسبب طبيعته الخلابة، لتكون نقطة التفتيش الواقع بين واحتي الداخلة والفرافرة هدفًا للإرهاب.
''الظروف أفضل لإتمام عملية إرهابية'' .. يقول اللواء ''فؤاد علام'' الخبير العسكري إن اختيار الإرهابيين للمكان يأتي بعد دراسة منهم لظروفه، ويكون مُتاح لهم تنفيذ العملية بشكل ناجح، ليضيف الخبير العسكري إنه ليس فقط الحراسة هي ما يتم اختراقه في أي عملية إرهابية، فقوات الحراسة في الحادث لا تمثل سوى 20% من أمن القوات، ليبقى الاختراق مرهون بالمعلومات التي تحيط بالكمين.
ويشير ''علام'' إن تلك العمليات الإرهابية المتكررة في مناطق نائية، تلزمها الاهتمام من جانب الحكومة، وليس فقط قوات الجيش والتأمين، ليقول أن تلك المناطق تحتاج إلى خطط سياسية واقتصادية، وتحمل المسؤولية من جانب رئيس الوزراء لتحريك باقي المؤسسات للالتفات لها، بجانب التوعية الإعلامية لتلك المناطق.
لكن تمركز العمليات الإرهابية في المناطق الحدودية والنائية، لا يعني فقط أن توجه الدولة انظارها إلى تلك المناطق الحدودية وحدها، فوفقًا لـ اللواء ''محمد قدري سعيد'' رئيس وحدة الشئون العسكرية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فإن من المهم أن تلاحق الدولة مكامن الإرهاب أيضًا، والتي تتخذ بعض المناطق الحدودية أيضًا لتتمركز فيها، أو من خلال بعض المساجد، بحسب قوله.
ويشير ''سعيد'' إن هناك حوادث إرهابية متفرقة حدثت في وسط القاهرة، وحدثت على مدار التاريخ مثل فترة التسعينات التي شهدت حوادث إرهابية متفرقة، ليضيف إن الأمر يحتاج من الدولة أن تحسن من جودة أسلحتها، وكفاءتها المعلوماتية، ''حتى لا نرى مثل هؤلاء الإرهابيين في المدن مثلما حدث في العراق''.
ويضيف ''سعيد'' إن على الحكومة أن تنتبه لمسؤوليتها السياسية، وتتحرك من أجل إعادة الأوضاع كما كانت، وأن تتصدى لمحاولة زعزعة الأمن في البلاد.
