كتبت- يسرا سلامة:
بأعلى شاشة التلفزيون، وقبل موعد الإفطار بحوالي الساعة، انتبه ''أحمد الشافعي'' كملايين من المصريين خبر ''الحادث الإرهابي''، الواقع في منطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، تعلق بصره بالشاشة وتوقفت أنفاسه لبضع ثواني، لعلها تظهر أسماء الضحايا، مكالمة هاتفية ليطمئن قلبه، لكن لا أحد يرد، فصديقه الملازم انتقل إلى الرفيق الأعلى.
لم يمر على النقيب ''أحمد الشافعي'' 24 ساعة، حتي استعد هو وزملائه من أجل الذهاب إلى مطار ألماظة، لاستقبال صديقه الملازم ''محمد إمام مصطفي محمد عبد القادر'' من مواليد محافظة القليوبية عام 1989، والذي كان يقضي فترة خدمته بالمنطقة النائية، ''أنا رايح استلم جثته دلوقتي'' كلمات لفظها النقيب وهو لا يصدق حزنًا، كان في انتظار أن يراه عقب 3 أشهر من الغياب.
سنوات وذكريات كانت لـ''الشافعي'' مع الشهيد في الكلية الحربية، خمس سنوات تعرفا على خبرة الدراسة في الكلية، علما المخاطر التي تزداد برجال القوات المسلحة يومًا بعد يوم، استهداف بالكلمة أو بالرصاص، خوف انخلع من قلوبهم فور التخرج، بعد أن اندرجوا في خدمة الوطن، لتفرق بين الصديقين الخدمة، ليذهب ''الشافعي'' إلى الحدود الشرقية في رفح، وصديقه ''إمام'' للحدود الغربية في الفرافرة، ''هنعمل إيه إحنا متعودين على كدة''.
''مصلي ومتدين وعارف ربنا كويس''.. صفات يذكرها ''الشافعي'' عن الشهيد الملازم، وهو في الطريق لتشييع جثمانه، والد مكلوم وزوجة انفطر قلبها في الصغر، بقيا للشهيد الذي لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين عامًا، وطفل صغير عمره بضع أيام لم يتجاوز الشهر، لم يراه والده قبل الشهادة، فآخر مرة كانت له في القاهرة منذ ثلاثة أشهر، ليعود إلى الفرافرة ليقضي فترة خدمته.