كتبت : يسرا سلامة:
أنوار متلألأة من خارجه، وتصدح منه نغمات الموسيقى الحية، صور لعظماء الأدب العربي تتراص على مداخله، ليجذب معرض ''فيصل'' للكتاب بمحافظة الجيزة الزوار هذا العام، منهم من جاء بصحبة ابنته، بحثًا عن كتاب يقضي معه الأيام، ومنهم من جاءت مع أبنائها، لتطلع على جديد الكتب، ومنهم من وجد فيه فرحة للعب واللهو والتلوين كفسحة مع الأم والأب.
في عام المعرض الثالث، والذي يتم كل عام في شهر رمضان الكريم، حرص ''إبراهيم فوزي'' -63 عامًا- أن ينزل إلى المعرض بصحبة ابنته ''يُمنى'' –13 عامًا-، لم يجد من شيبة رأسه عائقًا لتصفح كتب المعرض، ''ما بدورش على حاجة معينة''، ليختار الرجل مجموعة منوعة من الكتب منها بعض ''مؤلفات يوسف الجندي، وكتاب عن النخل في التاريخ''، يقول ''إبراهيم'' إنه يداوم القدوم إلى المعرض كل عام منذ أن بدأ تدشينه في منطقة سكنه ''فيصل''.
وعلى عكس أباها، حددت ''يُمنى'' ما تريد من مجموعة كتب قبل الشراء، ''كتب شعر خاصًة أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين''، لتستطرد الفتاة إنه لا مانع من اقتناء الروايات أو غيرها، لكنها تفضل مجال الشعر، حيث تجد ''يمنى'' فرصة في وقت الإجازة الصيفية، من أجل قراءة المزيد من الكتب التي تقتنيها من المعرض، كما تجد في الكتب فرصة أفضل من الانترنت ''الكتاب فيه حاجة مختلفة، لما تمسكي كتاب وتقلبيه صفحة صفحة ليه طعم تاني''.
وأمام مساحة الكتب المخفضة للهيئة العامة للكتاب بالمعرض، كانت ''جيهان'' تقف أمام كتب الأطفال، التقطت منها مجموعة كتيبات خاصة بالتلوين ''بختار كتب لولادي''، لم يمنع ذلك السيدة في نيتها لشراء مجموعة كتب للكبار ''أنا بحب الأدب، بس بجيب للأولاد الأول، وبعدين ناوية أدور على روايات''، تجد السيدة التي تزور المعرض لأول مرة فرصة في الكتب المخفضة الأسعار من أجل اقتناء مجموعة من الكتب، ''الحياة غلا، والفلوس اللي بنصرفها للكتب قليلة جدا، والمعرض فيه كتب بجنيه واحد للكتاب، ودي فرصة كويسة''.
وبجانب ''جيهان'' كان ابنها الأكبر ''أحمد'' -23 عامًا - يبحث في أروقة كتب الشعر، بعد أن نجح في اقتناء كتب عن الموسيقى، لتساعده في دراسته بمعهد الموسيقى العربية، ليقول ''بدور على رباعيات صلاح جاهين''، يجد ''أحمد'' في المعرض مطبوعات معظم دار النشر، وأغلب المطبوعات حتى النادرة منها.
لكن معرض الكتاب لـ''يوسف'' و''زينب'' و''شادي'' وغيرهم، لم تكن لها علاقة بالقراءة، لكنها ''تلوين ولعب وغُنا''، فهم أطفال دون العاشرة من عمرهم، يأتون إلى ساحة المعرض بصحبة أهلهم، من أجل نشاط التلوين، ليفوز الأطفال الفائزين بقصص مجانية لهم عقب انتهاء النشاط.
''ياريت تفضلوا شغالين طول السنة'' كلمات سمعتها ''حنان مكرم'' إحدى مسؤولي نشاط الأطفال بمعرض ''فيصل'' من أولياء أمور الأطفال، لتقول السيدة إن معظم الأسر وأطفالهم المقبلة على النشاط تأتي من منطقة فيصل أو من جوارها، والتي تفتقد إلى متنفس لنزهة الأطفال دون عبء مادي، لتتابع ''النشاط مجاني يعمل طوال الأسبوعين مدة المعرض''.
تذكر ''حنان'' إن نشاط الأطفال لا يقتصر على التلوين، وإنما تشجيع مواهب الصغار في الغناء والتمثيل، وفقرة أغاني الأطفال، والساحر الذي يرسم البسمة على شفاهم، لتضيف إن الأطفال تنتظر مبكرًا أمام بوابة المعرض من أجل الانضمام إلى النشاط''.
ومن الأطفال إلى كتب الكبار، وجد ''علاء الحسيني'' أحد العاملين في الهيئة العامة للكتاب أن الإقبال هذا العام أقل من السنتين الماضيتين، ليضيف ''كأس العالم وغلاء أسعار البنزين وعودة الدوري المصري'' أسبًابا للإقبال المحدود عن السابق – بحسب رأيه-، بجانب أن المعرض لا يحظى باهتمام كبير من الدعاية مثل معرض القاهرة الدولي.