كتبت-رنا الجميعي:
خيبة تعلو الوجوه، أنفس تملأها الأمل، سرعان ما تصبح خواء، ما إن تلفظ الألسنة كلمة : ممنوع، الاحتشاد أمام الأتوبيسات، عبور مئات الكيلومترات في سبيل اجتياز ميناء رفح البري هو المبتغى، لكن ذلك الأمل يتحوّل إلى سراب بعيد، لا تدركه القلوب، مع وصول الأنباء إلى منع قافلة دعم غزة بكمين بالوظة السبت، يمر بالذاكرة عدد القوافل التي منعت سابقًا.
عدة قوافل منذ عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، مرورًا بخلفه محمد مرسي، حتى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، تم منعها، تفاوتت تلك القوافل في نقطة الإيقاف، تارة لا تتحرك الأتوبيسات قيد أنملة، وأخرى تتمكن من الوصول إلى الإسماعيلية، أما الأخيرة أصبحت على مشارف سيناء وأصبح الأمل قريبًا، إلا أنه تلاشى مع أذيال الخيبة المتجسدة في المنع.
حربان مرت على قطاع غزة في عامي 2008 و2012، وقتها تجسد الدعم الشعبي لغزة بمظاهرات وقوافل، الأولى كانت بعهد مبارك، في تلك الأثناء اتخذت "تسنيم إمام" من الأمل سلاحها، وشاركت بقوافل دعم غزة التابعة لدار الحكمة ثلاث مرات.
لم يحالف "تسنيم" الحظ لدخول غزة في أي من تلك المرات، القافلة الأولى التي اتخذت سبيلها إلى غزة يوم العاشر من رمضان، وانطلقت من نقابة الصحفيين، بأتوبيسين، أحدهما اجتاز الآخر، ليوقف الأمن الأول عند الإسماعيلية في ظهيرة ذلك اليوم، ويعود مرة أخرى خائبًا، ويمر الثاني، كانت الفتاة العشرينية به، ليتوقف بنفس الطريقة، ويرجع ثانيةً.
الأمل كان حاضرًا بتلك المرة، واحتمالية عبور ميناء رفح، كان كبيرًا "المرة دي حضرت شنطتي على أساس هبات هناك"، مع المحاولتين الأخريين لتسنيم، تضاءل ما يسمى بالأمل، وتعتاد على منطق "لف وارجع تاني".
تلك المحاولة كانت أيضًا تزامنًا مع حرب غزة في 2008، يوم السادس من أكتوبر كان المنع الثاني، لتقف القافلة عند دار القضاة، ويحاصر الأمن المركزي المكان، في شهر ديسمبر كانت الثالثة، وحينها لم يتحرك أي من الأتوبيسات القادمة من محافظتها.
تقول "تسنيم" أنها بتلك المحاولات تسجل موقفًا داعمًا لغزة، حتى ولو لم يتاح لها دخول فلسطين، وبغية التفاوض مع الأمن "كان أهم حاجة دخول الأطباء والأدوية"، إلا أن حتى ذلك الهدف لم تصل إليه "حتى الأدوية مكنتش بتدخل وعدد الأطباء اللي سمحوا لهم الدخول قليل".
"المعبر قَفل"
اشتركت "أسماء خليفة" بقافلة دعم بعد انتهاب الحرب على غزة عام 2012، كان المبتغى هو وصول الدعم لغزة، لم تكن الآمال مرفوعة لاجتياز الأشخاص أنفسهم معبر رفح.
رحلة "أسماء" ذلك اليوم طالت، بعدما وصل أحد أتوبيسات القافلة مشارف سيناء، تواصلوا مع الجيش المتواجد هناك، توقف الأتوبيس "بحجة احنا مش هنقدر نأمنكوا وخايفين عليكو"، بعد ساعات استطاعوا الاستمرار، إلى أن وصلوا معبر رفح في التاسعة والنصف مساء "كان بدأ يوصلنا رسايل على الموبايل "مرحبًا بكم في فلسطين"، حسب ما قالته "أسماء" أن سلطة المعبر لم تسمح لهم بالمرور لأن "المعبر قَفل، ورجعنا بالدعم".
وفي الخامس من مارس عام 2014 منعت السلطات المصرية متضامنات أجانب من اجتياز معبر رفح، وتم إيقافهم بمطار القاهرة، فقد كان من المقرر وصول وفد نسائي يضم حوالي 80 ناشطة، إلى قطاع غزة للاحتفال بيوم النساء العالمي.
محكمة تأمر شركة تدخين أمريكية بدفع 23 مليار دولار لأرملة توفى زوجها بالسرطان