كتب - ندى سامي:
بملامح اعتلاها الامتغاض، وقلوب عصفتها قلة الحيلة، لعدم قدرتهم على تقديم مساعدة لأهل غزة القابعين تحت القصف، ''الحملة الشعبية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني'' والتى تحوي قافلتين أحدهما طبية والأخرى بشرية، في طريقها للعودة إلى القاهرة بعد أن تم توقيفها في كمين بالوظة، الواقع على الطريق الدولي لشمال سيناء، من قِبل قوات الشرطة والجيش المصري، وعدم السماح لهم بالمرور، بسبب المخاطر الشديدة داخل الأراضي الفلسطينية، معللين ذلك بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مما يشكل خطرًا شديدًا على حياة المواطنين المصريين.
حزن شديد يكسو صوته، وحالة احباط شديد تنتاب ''اسلام'' أحد المتطوعين بالقافلة، تكرار المشهد لم يزل عنه مرارة الشعور بالعجز، ففي 2012 كانت المرة الأولى الذي ذهب فيها مع القافلة على أمل الدخول إلى قلب غزة، وبالفعل اجتاز الطريق إلى معبر رفح ومنعته قوات الجيش من المرور خوفًا على حياتهم وسمحت لشحنة الأدوية فقط من العبور.
''طب سيبوا حتى الأدوية تعدى'' قالها إسلام مستنكرًا تعنت قوات الجيش معهم وتهديدهم باستخدام القوة إذا لم تعود القافلة مرة أخرى وذلك بعد رفض المتطوعين العودة إلى القاهرة مفترشين الأرض، تعبيرًا عن غضبهم وتمسكهم بأخر أمل وهو استخدام قوة الضغط، مستطردا أن قوات الجيش كانت تأمن القافلة طوال رحلة الذهاب إلى أن وصلت لكمين بالوظة، وطالبتنا بالعودة ''علشان عارفين إن في الصحراء مش هنعرف نعمل حاجة''.
أكثر من 600 شخص جمعتهم عروبتهم وقفوا مرددين هتافات تدين موقف مصر من القضية الفلسطينية، في غضب يشير الشاب العشريني أن قوات الجيش قامت بتوقيف القافلة لمدة ساعتين دون أن يخبروهم بقرار العودة، وعندما احتج الشباب قامت قوات الجيش بطلب تعزيزات أمنية، نظرًا لاحتمال التصعيد، وفي نهاية المطاف اجتمع منظمو القافلة وجاء القرار بالعودة.