كتبت-دعاء الفولي:
ثمة تضامن لا شبيه له، لا يعادل التبرع بالأموال أو الحديث عن القضية، يدفع أصحابه لمشاركة المكلومين معاناتهم، يمسسهم جزء من القرح، وإن كان يسيرًا مقارنة بجيرانهم، آل قطاع غزة شنت عليهم قوات الاحتلال منذ أيام هجوما جويا، يأتي على الأخضر واليابس، أما أهل رفح فينالهم من الخوف نصيب، من أصوات القصف وحتى ارتجاج المنازل، فهم الأقرب لموقع الحدث دائمًا.
بالشيخ زويد على بعد عشر كيلو مترات غرب رفح، يقطن "أيمن محسن"، إعلامي سيناوي، شهد الحروب تزأر قريبًا من منزله، عايش تجاهل الإعلام لحال السيناوية وغزة، شعر بالصواريخ تقع فوق رؤوسهم، يصف المشهد كأنه مع المقصوفين "الصواريخ ترج البيوت عندنا.. تكسر الشبابيك.. الطائرات بنسمعها هي من نوعية إف 16 المعدلة".
أيام عجاف تمر هناك، رغم أن تلك المرة ليست الأولى للحرب، لكنها الأشد حتى الآن "كأنهم يستعملون صواريخ ارتجاجية، تسبب زلزال للمنازل"، يقطع كلامه قليلًا قبل أن يقول "كل هذا وإحنا بمصر.. ما بالنا بأهل بغزة؟".
الإعلام هو أحد الجهات الرئيسية المُخطئة في نظر الصحفي السيناوي "اختزلوا غزة في جنود يحاولون إفشال الاستقرار المصري"، موضحًا أن استقرار الدولة هنا سينعكس على غزة بشكل سريع "إحنا الأمل الوحيد الآن للشعب الفلسطيني في ظل تخلي البقية عنهم.. حتى معبر رفح دولة أوروبية مثل إسكتلندا قالت إنها ستستقبل جرحى القصف قبلنا"، لقرب الشاب المصري من نظرائه الفلسطينيين يرى أنه ليس هذا وقت خلاف مع الفلسطينيين "يجب أن ننحي الخلافات السياسية في الوضع الحرج الآن.. وبعد ذلك لنا حديث آخر".
تعود اُصيب به أهل "زويد"، أجبرتهم الصواريخ على التعايش مع الظروف، غير أن القشعريرة التي تُصيب الأبدان مع كل قذيفة لا تموت، لا سيما أنه ما باستطاعة أحد منهم الاقتراب من المعبر "إذا ذهبت هناك ولو معايا ورق ممكن أتحاكم في قضايا كتيرة".
الحال بالمنطقة حيث يقطن "محسن" لا يصفه سوى مشهد أطفال غزة الذين يموتون، بينما أطفال مصر يعتريهم الفزع مما يحدث في السماء "الأطفال بدأوا في التعود تدريجيا ولكن أؤكد أنهم مستقبليًا بحاجة إلى طبيب نفسي".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا