كتبت - يسرا سلامة:
بين كل هجمة وهجمة على مدن قطاع غزة، انطلقت صافرات الإنذار للحرب، لا يسمعها إلا قليلًا، لا تفت في عضد أهل الأرض، وإن قلت سبل المقاومة، ولا يفلتون من بيوتهم هرعًا خلف الملاجئ، مثلما يحدث على الضفة الأخرى، حيث يسكن العدو، بسالة تجعل من صافرات الإنذار في القطاع حكاية يعجب لها السامع.
من رفح لخان يونس للنصيرات لبيت حانون، لا تتوقف المقاومة عن الصمود، مثلمًا لا يتوقف عداد الشهداء عن الدوران، وبين الحين والآخر، كما يذكر ''أحمد'' أحد ساكني ''غزة'' المقيم في مصر حاليَا، إن دوي صفارات الإنذار لا يصل إلا إلى القريبين من المستوطنات الإسرائيلية، بعكس الإسرائيليين اللذين يحتمون بالملاجئ فور بدء صافرة إنذار لديهم.
وللأمر أسلوب آخر، يتبعه المحتل مع أصحاب الأرض، فبدلًا من الصافرات، يستخدم العدو الهاتف لينذر أصحاب المنزل، قبيل الدك بدقائق قليلة، يتصل المحتل مكالمته الأخيرة، ينذر أصحاب البيوت من الفلسطينيين بالدك المباشر، لتبدأ عملية تجريف الأرض عقب انتهاء المكالمة.
في الضفة الأخرى، بالتحديد هناك أعلى المناطق في إسرائيل، مثل زخرون يعقوب وبنيامينا، يدوي الصمت الأجواء، عقب صافرات الإنذار الذي يطلقها العدو لأبنائه، خوفًا من صواريخ المقاومة الفلسطينية، يقول ''أحمد'' الفلسطيني إن صواريخ المقاومة لا تقدر أن تهد جدار بالمستوطنات، لكنها ترعب العدو، بعكس صواريخهم القاتلة، التي تزيد أبناء المقاومة بسالة.
طقس بات مشهودًا لكل غزاوي عند سماع صوت صافرات الإنذار، مثلما المآتم و الأفراح، يجتمع رجال البيت الواحد حول منازلهم، رافضين المغادرة، على أمل ألا يحدث القصف، وعلى وعد بالبقاء في أرضهم حتى حين، ليبقى شعور مختلط بين الحزن والفرح يبقى في نفوس الأهل، فرح للشهادة وحزنًا للفراق.
أَرْذَالُ أَهْلِ الأَرْضِ قَدْ جَمَعُوا لَهُمْ جُوعًا وَتَشْرِيدًا وَمَوْتًا أَحْمَرَا
لَكِنَّهُمْ نَحْوَ السَّمَاءِ رُؤُوسُهُمْ وَاللَّهُ يَنْصُرُ مَنْ بِهِ اسْتَنْصَرَا