كتبت - يسرا سلامة:
منذ أن صعد تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق ''داعش''، وتلاحقه انتقادات ممن يهتمون بالشأن العربي، أو حتي من يسخرون من فكرة عودة الخلافة مرة أخرى، ليتحول الأمر لسخرية بدت من ارتداء ''أبو بكر البغدادي'' زعيم التنظيم لساعة سويسرية في أول ظهور له الجمعة الماضية.
لكن حالة السخرية تحولت للجد تجاه ''داعش''، بعد أن بدأت عملية ''الجرف الصاعد'' من الجيش الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، قصفت فيه حوالي 50 هدفًا وإصابة مدنيين فلسطينيين، لتواجه ''داعش'' وحركات المقاومة الإسلامية مطالبات بالتدخل لإنقاذ غزة، لتصبح ''داعش'' ''المنقذ'' بعد الانتقادات لتلك الحركات.
''نناشد أنصار بيت المقدس وداعش وأبو بكر البغدادي ''زعيم التنظيم'' وأجناد الله بالذهاب إلى ?غزة وتحريرها من الإسرائيليين الكفرة'' .. هكذا وجهت حركة ''تمرد'' الدعوة لداعش وأنصار بيت المقدس في بيان لها، لتضيف إنها ''جماعات باسم الدين فقط''، لتختلط بحالة من السخرية عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مثل كوميكس ''أنا داعش ومش داعش''، ساخرين من حالة ''الصمت الداعشي''.
وبحسب ''ماهر فرغلي'' الباحث في شئون الحركات الإسلامية يري إن الدعوات لداعش وغيرها من الحركات الجهادية هي دعوات ''تعجيزية''، فأصحاب تلك الدعوات يعلمون جيدًا أن ''داعش'' لن تتحرك في مواجهة إسرائيل، ففي عز جبروت حركة تنظيم القاعدة في وقت ''بن لادن'' مثلًا، لم يوجه التنظيم ضربة واحدة للكيان الصهيوني.
ويفسر خبير الحركات الإسلامية موقف داعش من انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة، لنظرية أمنت بها الحركات الجهادية وهى ''العدو القريب والعدو البعيد''؛ إذ يؤمن أصحاب تلك التيارات بأنه لا يجوز محاربة جبهة خارجية والجبهة الداخلية مفتوحة، ووجوب محاربة الشيعة والعراق والمنافقين قبل التوجه إلى محاربة إسرائيل، ليستطرد فرغلي إن تلك الحركات ''تكفيرية'' ضد جيوش بلادها، وتريد تقسيم العراق إلى دويلات.