ايجى ميديا

السبت , 23 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

ريتشيل كوري ..عبور جرافة على جسد ''الإنسانية'' ''بروفايل)

-  
داست جرافة ريتشيل كوري بينما كانت تعترض على قيامها بهدم منزل فلسطيني
داست جرافة ريتشيل كوري بينما كانت تعترض على قيامها بهدم منزل فلسطيني

كتبت- إشراق أحمد:
في السابع من أكتوبر 1979، بعثت السعادة بنسائمها  لآل ''كوري''، ابنة جديدة تنضم لأخوين اثنين صبي وفتاة أخرى، على أعينهم ظلت تكبر ''ريتشيل''، تتقافز بالمنزل، مرحة، مميزة، غريبة في نظر الآخرين، في أولمبيا بولاية واشنطن الأمريكية، أخذ الأب يسقيها خبرة العمل بمجال التأمين الصحي؛ مساعدة الناس، احترامهم، الإثار، تحنو عليها الأم على أنغام الموسيقى التي تهواها، تتهجى مع الألحان الحب، وعمل ما تؤمن به.

بالخلفية كان رفاق ''ريتشيل كوري''، اعتدلت في وقفتها أمام الكاميرا، تلقي كلمات خُطت بورقة صغيرة بدأت ملامح وجهها تتغير، تتطبع بجدية القضية وإن لم تغب البراءة عنها، كانت تنظر للورقة بين الحين والآخر إلى أن جاء الحديث عن الحلم، لم تعد بحاجة لما يُذكرها به، أو يحيدها عن قوة يقينها في تحقيقه ''سيصبح حلمي حقيقة إذا نظرنا للمستقبل ورأينا نوره الساطع''.

في الجانب الأخر من العالم كانت ''الجرافات'' تتقدم، ''الهدم'' غايتها، يتوقف لهو صغار ''فلسطين''، بينما تعيد ''ريتشيل'' مع أسرتها كلماتها الأولى أمام الكاميرا، تبغض هي ''الجرافات''، أيا ما كان مكانها، زمانها، إن اتخذت من الفكر وقود، أو الظلم سبيل، تحيد عنها متمسكة بطريقها في نبذ العنف ومساندة الجانب الأضعف وإن لزم الأمر تصدت لها، فلا تعبر إلا على جسدها. 

الطفلة التي سافرت إلى روسيا -في نظام تبادل الطلاب- وهى لم تتخط الخامسة عشر بعد، تتعلم، تتعايش مع أناس لم ترهم من قبل، تدرك معنى تقبل الآخر، لذا حين وقعت الواقعة على أرض فلسطين، كانت القضية شغلها الشاغل.

دماء، تشريد، غربة داخل الوطن، ''محتل''. تتحرك ''الجرافة'' تُخلف وراءها ركام بيوت، أغصان الزيتون تصرخ دون مجيب. دون غيرها من الجامعات تلتحق الفتاة العشرينية بجامعة ''ايفرجرين'' بواشنطن، المعروفة بنشاطها الحقوقي، تنهل من القراءة خاصة في السياسة الخارجية، تناقش، تستمع، تبنى نظرتها الخاصة، تؤمن بدور المواطن الأمريكي، أو هكذا أرادت، تبحث عن الطرف الأضعف لتناصره، لازال يراودها حلم الطفولة بأن يأتي عام 2000 وقد تم القضاء على الجوع في العالم أسره، وإنقاذ آلاف الأشخاص الذين يموتون يوميًا.

الحادي عشر من سبتمبر 2001، ينهار برجي التجارة العالمي، ومعه أفكار كثيرة، تتزاحم الجرافات لإزالة آثار ''الهدم''، تزداد حدة العداء، ''أمريكا تحارب الإرهاب''، العرب وراء الحادث، ''لماذا يكرهوننا؟'' ظلت تسمع ''ريتشيل''، ظنت أنها الحرب العالمية الثالثة، نأت بنفسها، أخذت تبحث عن مسببات الحادث ونتائجه، انضمت لحركة  ''أولومبيا للعدالة والسلام''، راقبت ما يحدث بالعراق، السياسة الأمريكية الخارجية، حركات السلام العالمية والأهداف التي تسعى لتحقيقها، طالما توقفت عند ''فلسطين''، يحدثها الرفاق عن الواقع، لكن مثاليتها كانت دافعها دائمًا لرؤية الأمور، خاصة وهى الحالمة بأن تصبح ''أول امرأة ترأس أمريكا''، أدركت أن الصورة الكاملة ستظل ممهورة إلى أن تبصرها بعينيها، لذا انضمت عام 2003 لحركة ''التضامن الدولية''، وودعت عائلتها متوجهة إلى الأراضي المحتلة، قد وجدت ضالتها في مناصرة الجانب الأضعف.

أمريكا تعلن عن موقفها الدائم الداعم لـ''إسرائيل''، تتحدث عن حقها في الدفاع عن نفسها، وضرورة التزام فلسطين ببنود اتفاقيات وقف إطلاق النار، والجلوس على طاولة  المفاوضات، بينما ''رايتشل'' في رفح وقت انتفاضة فلسطين الثانية، الواقع أكثر قسوة مما تخيلت ''تعرض الأطفال للقتل وإطلاق النار''، منازل تُهدم كل بضعة أيام وأحيانًا بشكل يومي، ''توقف.. توقف'' باتت كلمة مكررة لها مع رفاق الحركة وقت تصديهم لـ''الجرافات''.

شهران، من رفاهية الحياة إلى إطلاق نار لا يتوقف فوق الرؤوس، وظلام مكثت فيه برفقة أصدقاء الموطن والفكرة وأهل المصاب من فلسطين، ترسل لوالديها، تشاركهم رؤيتها، كأنما كانت تعلم أن اللقاء لن يتكرر.

تتقدم الجرافات، تجمع المراقبون، بينهم كانت ''ريتشل'' بسترة برتقالية اللون حال نشطاء الحركة، على بعد 30 متر من ''الجرافة'' جلست لمنع هدم أحد المنازل، ''لم يستطع السائق رؤيتها'' هكذا بررت قوات الجيش الإسرائيلي، مُنعت حركة التضامن الدولية من دخول فلسطين بعد ذلك اليوم، الأحد16 مارس 2003، يرن الهاتف، تصرخ الأم ''ماتت رايتشل.. قُتلت''.

ساق في الهواء، جسد ملتوي بدرجة كبيرة، شفاه ممزقة، كدمات حول العين ظهرت سريعًا، الضغط يرتفع، نزيف بالدم داخل الرأس، وكأنها المرة الأولى التي تشعر بالانكسار، ''الجرافة'' تواصل طريقها على جسدها لهدم المنازل ولا مجيب، فلفظت آخر كلماتها ''ظهري مكسور'' لصديقتها الناشطة البريطانية ''أليس كوي''، تهم الأيدي تتلقفها، بالمستشفى كان الإجراء  اعتيادي، محاولة انقاذ لعل وعسى، لكن عينا ''ريتشل'' انطلقت لوجهتها، لم تتقدم قوات ''الاحتلال'' بأي اعتذار كما تم رفض الدعاوى القضائية المرفوعة.

يتحدث البعض في بلادها أن ذلك ''جزاء'' خيانة الوقوف لجانب ''الإرهاب''، ويجدي سعيها في أخرين ساورهم الفضول لمعرفة القضية الفلسطينية بعد رحيلها، ويخبر ياسر عرفات والدتها ''ابنتك أصبحت ابنة كل الفلسطينيين''، أما ''ريتشيل'' فتعود ابتسامتها لسابق عهدها، بينما جسدها يلتحف بالعلم الفلسطيني وتحملها الأيدي قبل شهر من تمام عامها الـ24 إلى مثوى أخير، مرددة كلماتها الأولى وهى بسن العاشرة ''أنا هنا من أجل الأطفال الآخرين...أنا هنا لأنني أهتم''.

العفو الدولية تنتقد القرار بعدم مسؤولية الجيش الاسرائيلي عن مقتل ريتشل كوري

التعليقات