كتبت- يسرا سلامة:
من خلف الانفجارات ومن قلب الاشتباكات، يقفون كحلقة وصل، بين الحدث وجمهوره، من دونهم لا تستطيع أن ترى ما حدث على الأرض، يحملون أسلحتهم الوحيدة ''الكاميرا'' باحثين عن السبق وحق الناس في معرفة ما يحدث.
في انفجار قنبلة في محيط الاتحادية، كان ''أحمد جمعة'' مصور ''الدستور'' ممسكا بكاميرته على بعد 20 مترًا فقط من الانفجار، على مسافة أبعد يقف ''عمر ساهر'' مصور ''المصري اليوم''، هم وزملائهم في محيط لا يعلم أحدًا ما تبقى من انفجارات فيه، يرون لـ''مصراوي'' صورة البث للموت والانفجار التقطوها لمشاهديهم.
''إحنا متعودين على اشتباكات.. لكن انفجارات دي جديدة علينا'' قالها ''جمعة'' مازحًا، بعد أن انتقل إلى محيط الاتحادية لنقل تقرير وصور عقب الانفجار الأول للقنبلة، لم يعلم ''جمعة'' وأغلب المصوريين معه بطبيعة ما يتم من عمليات تمشيط في محيط الاتحادية، غير معلومة من مسؤولي الأمن بضرورة الابتعاد عن موقع الانفجار.
خطر الموت ليس وحده أزمة المصور، لكن أيضًا اتهامات جاهزة تلاحقه، كتلك التي سمعها ''جمعة'': ''الداخلية بتبلغكوا عشان تصوروا الانفجارات، ووتعاطفوا معها''، يقول ''جمعة'' إن البعض يعتقد إننا ''بنرتب مع الداخلية''، على الرغم من أن الجميع فى المحيط كان معرضًا للموت.
يقول ''جمعة'' الذي التقط صورًا للمصابين والقتلى من حادث الإتحادية، إن في تلك الفترة لا يرتدي المصوريين أى سُترة، من أجل السلامة الأمنية لهم، إذ أن السترات المتوفرة هى سترة الجيش، والتي تجعل المصوريين أكثر استهدافًا وطرفًا من أطراف الحدث، حسبما يقول، مضيفًا أن استهداف المصوريين يأتي من الداخلية ومن المتظاهرين أيضًا، ليسأل كل طرف عن انتماء المصور وصحيفته.
وعلى مسافة من مكان الانفجار بالإتحادية، كان عمر ساهر يدير كاميرته لنقل صورة عقب الانفجار الاول للقنبلة، لينقل تقريرًا إخباريا للحدث، سرعان ما تحول لسبق انتبه له بحدوث الانفجار الثاني، ''رفعت إيدي بسرعة بالكاميرا، أول مرة أصور حد بيموت متفجر أدام عيني''، لحظات ما قبل الانفجار يرويها ''ساهر'': ''المقدم محمد لطفي خلع سترته بسبب ارتفاع حرارة الجو، ليقوم بتمشيط المكان''.
صدمة انتابت ''ساهر'' عقب الانفجار، يرى المصور الشاب أن الإهمال كان محيطًا بالمشهد، دون التأمين الكافي من قبل رجال الأمن، يقول ''ساهر'' إن طبيعة عمل المصورين تجعلهم ينتصرون للمهنة على حساب مخاطرها، من خوف أو قلق ''إحنا معرضين للموت، بس ده شغلنا، لازم اجيب الحدث''.
ويروي ساهر ما يتعرض له من انتهاكات وقت تغطية الإشتباكات، يذكر إنها تحدث من الجانبين، من قوات الأمن، أو من المتظاهرين، يذكر أنه تمت إصابته بالخرطوش أكثر من مرة من الداخلية، كما تم احتجازه من طلبة الازهر أثناء تغطيته الاشتباكات هناك، بعد أن أخذوا منه 3 كاميرات وجهازه المحمول.
مصراوي سوشيال: ''انفجارات الاتحادية.. وإلغاء احتفالات 30 يونيو''